أحد المجموعات الثورية التونسية من تلك التي ركبت على الأحداث ركوبا ، وقامت في كل مرة بلي عنق المواقف السياسية وعنق الحركة الجماهيرية ، لتتماهى غصبا مع تصورها واطروحاتها الخاصة ، وهي من مكونات الجبهة ومن مكونات ما يسمى " مجلس حماية الثورة" أو كما يدعون ،ذاك الذي قام ليشترط على ربيبته "الحكومة المؤقتة " شرط العازب على الهجالة ، أن يكون اعتراف احدها بالآخر متبادلا ليقتسموا ما طاب لهم الكعكة التونسية ( كما يتصورونها) ،لا هم لهم في ذلك مستقبل تونس الحضاري والسياسي ولا قلق يساورهم ازاء الممارسة الديمقراطية او الوحدة الوطنية أو المساواة أو العدالة الاجتماعية ، .. او أي مما ينتظره التونسيون بعد تخلصهم من بن علي ، فقد غاب على هؤلاء وأولئك مبدأ أساسي يقول بان الديمقراطية لا تنتهي عن الصندوق ولا تبدأ عنده قطعا ، انها ممارسة وثقافة كاملة تستوجب فيما تستوجب الانطلاق على قاعدة التعاقد الاجتماعي القائم على المساواة التامة بين المواطنين وباختصار على نمط حكم كامل تتم صياغته كنتاج لحوار وطني شامل ومفتوح وعلني بين كل مكونات المجتمع التونسي ، ليمثل بالفعل إرادة كل الشعب ويستجيب واقعا لطموحات أبنائه بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية ومختلف انتمائاتهم الاجتماعية والطبقية ( فهذا هو الحد الأدنى الديمقراطي او كما يجب ان يكون) ، وليعكس حقيقة الاختلاف ،
احد تلك المجموعات التي سعت الى طمس الاختلاف وسلكت سلوكات بن علي في التخوين لكل من خالفه الراي ، قدمت لهذه الحكومة ، التي تعتبرها غير شرعية ، مطلبا للحصول على تاشيرة للعمل الحزبي القانوني في نفس الوقت الذي يتلاعب فيه زعماؤها بعواطف الجماهير عبر دعوتهم الى اسقاط الحكومة والقطع مع دستورها اللاشرعي ؟؟ ان لم يكن هذا ارتباكا وانتهازية ؟ فماذا يكون ؟ ان يكون جزء منهم على القنواة التلفزية وفي ساحة القصبة ينادون باسقاط الحكومة ودستورها وعدم التعامل معها وعزلها سياسيا وإداريا ، بينما جزء آخر يتوجه إلى وزارة الداخلية ليتسلم منها وصلا مؤقتا لتأسيس حزب سياسي وفق قانون الجمعيات والدستور التونسي الحال
ان لم تكن هذه انتهازية وتخبطا فماذا تكون ؟؟؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire