vendredi 18 février 2011
يوم ” 14 ” تموز ” يوليو، يوماً عالمياً للحرية ..
الفرنسيون أسقطوا باستيلهم !
متى يفعلها العرب ….؟!!
( 1 )
يستحق يوم ” 14 ” تموز ” يوليو، أن يكون يوماً عالمياً للحرية .. ذلك أن الشعب الفرنسي في ذلك اليوم ، منذ عقود عديدة، لم يكن معنياً إلا بقضية وحيدة ، هي : كيف يحرر سجناء الحرية … ليكسب هو حريته ..؟
وإذا كان الفرنسيون، قد اختاروا ذلك اليوم، ليكون عيدهم القومي ..، فإن ما يدعو للتقدير، هو، أن تعاقب الحكام، و الأحداث، والمناسبات، على فرنسا، التي شهدت، مستبدين ، وغزاة…، ومحررين ..، كل ذلك، لم يفلح بإقناع الشعب الفرنسي، لتغيير عيده القومي، إلى أي يوم آخر … مهما كان مهماً .. ذلك أن لحظة انعتاق الشعب ، أي شعب من الخوف، لمواجهة الطغاة، وانتزاع الحرية .. لا يعادلها أي حدث آخر ..!
أعترف ابتداء أنني تعمدت إرجاء الحديث عن 14 تموز ” يوليو “، وذلك لوضع حد صارم بين المعاني التي تجعلنا نحتفي بذلك اليوم التاريخي، كيوم للحرية ، وبين ما يعنيه تواجد : “أولمرت “، في باريس، في ذلك اليوم التاريخي، بهدف اغتيال معاني الحرية، والسمو، التي ترمز إليها تلك المعاني السامية .. لأن “أولمرت” هو حاكم المستوطنات الصهيونية، التي تم تشييدها، على أنقاض البيوت العربية، التي تم تهديمها ، وأحياناً على رؤوس أصحابها … ولأن “أولمرت” تم استحضاره، إلى باريس، في ذلك اليوم بالذات ، وهو يمثل ذلك الكيان العنصري الاستيطاني، الذي ابتدع في هذا العصر ، في القرن الواحد والعشرين،نظرية تحويل وطن إلى سجن، فالجدار العنصري ليس جدار لسجن داخله، وحسب ، وإنما جدار لسجن من الجانبين، بحيث تحولت فلسطين، إلى سجن كبير، يضم مهجع 1948 ،ومهجع أريحا، ورام الله، ونابلس ، ومهجع غزة ..، أليس من العار، أن يدعى مثل هذا الكائن الذي يمثل ذلك كله، ليحتفل بسقوط “الباستيل” ..وأين “الباستيل” الذي سقط .. من تلك “الباستيلات” المستحدثة .. والمطورة، والموسعة في… …؟!!
لكن ذلك كله ، وإن كان أجبرنا، على إغلاق أقلامنا، يوم 14 تموز ” يوليو “، فإنه استفزنا،في الوقت ذاته، لمواصلة معركة الحرية، التي لم تبدأ مع إسقاط الباستيل، ولن تنتهي بإسقاط الباستيلات التي شيدها ، ويشيدها الطغاة .. وإنما هي معركة مستمرة حتى نهاية البشرية بطريقة ” ما ” سواء بفعل نواميس الطبيعة، والكون ، أو بفعل توحش بعض البشر ..!
( 2 )
– ما يعنيني، أولاً ،التقاط تلك اللحظة التاريخية، التي أدرك فيها الشعب الفرنسي، أن حريته تبدأ من تحرير المناضلين من أجل الحرية ، من سجن “الباستيل”، وبالتالي، فإن رمزية إسقاط “الباستيل” ،تحولت إلى رمز لحرية شعب بأكمله ..
– وما يعنيني ،ثانياً، ليس مشاركة الفرنسيين عيدهم، في مواجهة، من حاول اغتيال العيد ، وحسب، وإنما، أنا معني، قبل ذلك، وبعده، بإشهار البطاقة الحمراء في وجه المستبدين ، والطغاة ، والقراصنة ، والغزاة، والسجانين، والجلادين ، والمخبرين ، ومصاصي دماء الشعوب ، والمتألهين .. المعاصرين .. في جميع أرجاء هذا العالم .. وأن يقال لهم بوضوح، لا لبس فيه .. أن ، آن الأوان ليطردوا، طرداً، من مضمار الإنسانية، التي تنشد الحرية .. آن الأوان، للإعلان الإنساني، بانقضاء عصر الوحوش، ” المتوحش “، الذي يجعلنا نتعرق خجلاً، لأننا سمحنا لأنفسنا، في لحظة ضعف، وخوف، أن نخشى سطوتهم ، وجلاديهم، ومخبريهم .. آن الأوان، كي تضرب الإنسانية، صفحاً، على مرحلة توحش الطغاة، من جهة ، وعلى رضوخ الشعوب للمتوحشين، في الوقت ذاته ، وبذلك تتحول تلك المرحلة المريرة، من تاريخ البشرية، إلى مجرد ذكرى، وعبرة للأجيال القادمة ، على صعيد الإنسانية كلها ، حتى لا تعود لمثلها أبداً ..
- وما يعنيني، ثالثاً ، ليس، ما آلت إليه تلك اللحظات التاريخية صباح يوم 14 تموز ( يوليو )، منذ أكثر من قرنين، من الزمان ، وليس، ما آلت إليه بعد أن تم اغتيالها في بلاد المنشأ ذاتها ، ولا تعنيني تلك الادعاءات، والترهات، التي أدت إلى محاصرة ذلك النداء الصارخ إلى الحرية ، والتهامه بمشاريع، عنصرية، واستعمارية، عن طريق الغزو، والنهب للشعوب الأخرى، في هذا العالم .. وعن طريق تصنيف الشعوب ، إلى شعوب تستحق الحرية، والديمقراطية، وشعوب أخرى تستحق الاحتلال ، والسيطرة من الخارج ، وأحياناً تستحق السحق، والإبادة، وأحياناً أخرى، تستحق التهجير، والتجويع، والإذلال،وتسليط المستبدين عليهم من داخل مجتمعاتهم……!! .
واستناداً على ذلك، لم يجد أولئك “الديمقراطيون” الذين وصلوا إلى السلطة، في بلدانهم، عن طريق صندوق الاقتراع، بأساً، من لجم تلك الشعوب، بوساطة نظم ديكتاتورية ، واستبدادية لا يقارن توحشها المعولم القادر على التدمير الشامل للشعوب ، وللمجتمعات..، بالتوحش الغرائزي المحدود لديناصورات العصور التاريخية السابقة على عصر التوحش الاستبدادي الراهن . لأنهم يعتقدون أن انفلات شعوب ما يسمونه ” العالم الثالث ” من قمقم الاستبداد، والديكتاتوريات، يشكل خطراً على الرفاهية ، والحضارة ، والديمقراطية في العالم الأول ، وهكذا، فإن المشهد العام، في ما يسمونه ” العالم الثالث “، بات على الشكل التالي : نظم استبدادية دمرت نسيج مجتمعاتها ، ودمرت الأحزاب السياسية ، والمجتمع الاقتصادي ، والمجتمع الاجتماعي ، والمجتمع المدني ، والمجتمع الريفي ، والمجتمع البدوي ، ومجتمع، الحضر،والمدر، ومجتمع الثقافة ، ومجتمع الفنون، وإلى آخره ..، وهكذا، فإن تلك الشعوب، التي فقدت وسائل تماسكها، وحيويتها ، ومقدرتها، وفاعليتها، ونهجها، باتجاه التطور .. تتحول ،بنظرهم، في حال انفلاتها من النظم الاستبدادية، إلى مجتمعات لتفريخ الإرهابيين، الذين يهددون الحضارة، والديمقراطية، والرفاهية، في العالم الأول … وهكذا تطرح النظم الديمقراطية في العالم الأول، عن طريق ممثليها، السؤال التبريري التالي : إذا خيرنا بين النظم الاستبدادية، وبين الإرهاب الذي ينتج عن انفلات الشعوب ، ماذا تتوقعون من العالم المتحضر ..؟ الجواب معروف ، لكن هذا كله،على أهميته، لا يعنيني الآن ، فالذين عجزوا عن تشغيل ” الباستيل ” في باريس، يحتفلون بعولمة ( الباستيلات )، وتعميمها على ما يسمونه، شعوب العالم الثالث ، ويتبادلون الأنخاب، مع المتعهدين، في أجواء احتفالية، تصدح فيها أنات المساجين، في الزنازين عبر البحار …
– ما يعنيني، الآن، بالتحديد، وعلى سبيل الحصر .. تلك اللحظة التاريخية من صباح يوم 14 تموز ” يوليو ” منذ عقود ، عندما استيقظ الفرنسيون ” الفقراء ” حينها ، وحسموا أمرهم، وأدركوا دون تردد، أن حريتهم لن تتحقق إلا بتحرير السجناء ، وإسقاط “الباستيل”، كرمز للاستبداد ، فحملوا الفؤوس، والعصي، والسكاكين ، وأحياناً، بالصدور العارية، والقبضات، فحاصروا “الباستيل”، وسقط بين أيديهم ، وتحرر المناضلين من أجل الحرية .
لم يكن الهدف تحرير السجناء، وحسب، وإنما كان الهدف، أن يتحرر الشعب كله من الوهم ، من الخوف ..
( 3 )
إننا، هنا، لسنا في وارد استحضار الماضي، وأحداثه، فالبشرية الطامحة أبداً إلى الأنسنة، قد تعلمت من دروس التاريخ البليغة، والمريرة، أن للطغيان وجوهاً عديدة ، فهو طغيان سياسي تارة ، وهو طغيان اجتماعي تارة أخرى ، وطغيان اقتصادي ثالثاً ، وطغيان ثقافي رابعاً ، وطغيان عقائدي، أو ديني، أو أثني، أو جنسي .. خامساً وسادساً .. الخ .. وإن الطغاة، على الغالب، والأعم … مرضى، يعانون من رضوض سيكولوجية بليغة ، فهم مهووسين، وعصابين ، وجبناء مذعورين يتملكهم إحساس دائم، بأنهم يغتصبون حقوقاً ، وينتهكون كرامات ، وأنهم قيد الملاحقة الدائمة ، وبالتالي، فهم في خطر دائم، ومحدق ، وكلما ارتفعت لديهم تلك الحالة من الذعر، والخوف، كلما أمعنوا في البطش، والإجرام … فالطاغية عندما يكون في أوج طغيانه، يكون حقيقة الأمر، في قاع ضعفه وجبنه …!
إننا هنا نسعى لتشخيص الطغيان كحالة مرضية ، بالضبط مرضية ، خطرها لا يقتصر على الطغاة أنفسهم، ولا يقتصر على الضحايا موضوع الطغيان المباشرين الذين ينالهم من الطغاة ما ينالهم .. وإنما نحن أمام حالة مرضية، وبائية، سريعة العدوى .. لا يمكن للبشرية أن تشفى منها إلا باستئصالها تماماً من سائر ربوع هذا الكوكب .. وان بقاءها، ولو في زاوية صغيرة من زوايا هذا العالم، يعني أن هذا العالم، كله، مهدد بالعدوى، في أية لحظة …
( 4 )
إن أزمة البشرية عبر الزمان ، وعلى مدى العصور المعروفة لدينا، حتى الآن .. أنها لم تمتلك المناعة الشاملة .. فما تكاد تتخلص من طاغية .. حتى تصاب بداء طواغيت جدد أمر، وأدهى .. وإذا أمعنا النظر بأولئك الذين زحفوا على ” الباستيل ” منذ عقود طويلة ، نجد أن بين الزاحفين، على سجون الطغيان، مشاريع طغاة جدد، ما أن تتاح لهم الفرصة، حتى يذيقوا رفاقهم، في الزحف ذاته، ألواناً جديدة، ومبتكرة من الطغيان، لم يعرفها الطغاة السالفون .. كل ما في الأمر، أنهم من أكواخ الصفيح ، وبألبستهم الرثة، تجاوزوا بتوحشهم، توحش جميع ” اللويسات” و”الإنطوانيات” .. التي ثاروا عليها ..والتي تنعمت بالقصور الفارهة، بين الرياش والحرير ..
المسألة إذن ليس كيف تتخلص البشرية من الطغاة، وحسب ..؟ وإنما كيف توقف مرة واحدة، وإلى الأبد استنساخهم من جديد .. وهذا هو الأهم ..
( 5 )
إن الدرس الأساس الذي استخلصته البشرية، عبر تاريخها الطويل، أن الحرية، إما أن تكون شاملة ، وإما أن لا تكون … بمعنى أن رسل الحرية ، والمناضلون في سبيلها، إما أن يمتلكوا رؤية شاملة لإنسانية محررة من الطغيان ، نظيفة من مختلف أشكال التمييز في المجالات كافة ، بمعنى تحقيق المساواة التامة بين أمم الأرض كافة ، وإما أن يجدوا أنفسهم أمام طريق مسدود ، أو بمواجهة طغاة جدد ..
- بهذا المعنى لا يمكن فهم الدعوة إلى الحرية، والديمقراطية، تنطلق من أفواه قوى الهيمنة ، والتفرد في هذا العالم .
- وبهذا معنى ، لا يمكن تصديق الدعوة إلى الحرية، والديمقراطية في ظل نظام عالمي قديم ، جديد، يقوم على أسس من التمييز، يفتقد مبادئ المساواة والعدالة بين الشعوب .
- وبهذا المعنى فإن كون ” جماعة بشرية ” تمارس الحياة الديمقراطية، بين أفرادها ليس معياراً كافياً ، فلابد أن تكون ممارستها مع الآخر ، أو مع الجماعات البشرية الأخرى محكومة بذات المعيار من الممارسة ، وإلا فإننا نكون أمام عصابة من القراصنة ، ولو كانت العلاقات الداخلية التي تحكم أفرادها علاقات ديمقراطية .. فكون النظام الذي يحكم المستوطنات الصهيونية نظاماً ” ديمقراطياً ” لا يغير من طبيعة تلك المستوطنات ، كعصابات غزو عنصري ، كونها تعتدي على الآخر تهجيراً ، وتقتيلاً ، وإبادة ، واحتلالاً …
كما أن طبيعة العلاقات ” الديمقراطية ” التي تحكم العلاقات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، لا ينفي الممارسات العنصرية التي تمارسها تلك الدولة على الصعيد الدولي، بعد أن أثبتت الوثائق أن مخابراتها تآمرت على الشعوب بترتيب أكثر من ثمانين انقلاباً للمجيء بديكتاتوريات تسحق شعوبها، وذلك لخدمة مصالح دولة الولايات المتحدة الأمريكية ، والحياة الديمقراطية الداخلية لا تغفر لها ما ارتكبته في فيتنام، وما ترتكبه في العراق، وقبل ذلك في كوريا، واليابان، وألمانيا .. وبالعودة إلى ما يسمونه الاستعمار القديم فإن أفكار النهضة،والتنوير التي أرست النظم الديموقراطية في أوروبا قد تمرغت، بالوحل، على أيدي جيوش الاستعمار، التي قامت بحروب إبادة، وعدوان على الشعوب، من البيرو في أمريكا اللاتينية، إلى الوطن العربي، وأفريقيا، وآسيا ، وتركت ندوباً عنصرية ، ونظماً استبدادية ، وتقسيمات شائهة حولت الوطن العربي إلى ( باستيلات ) رهيبة تعيق تطور الأمة العربية، باتجاه الحرية، والديمقراطية، والنهوض، والتنوير …
( 6 )
لم نقصد، من كل ما تقدم، أن نعفي أنفسنا من المسؤولية عما نحن فيه ، ولم نقصد أن نلقي المسؤولية على الخارج ، ولكننا نتحدث من وحي المناسبة، لنفتح عقولنا جيداً، فلا تضللنا الادعاءات، بالحرية، والديمقراطية، يطلقها الغزاة، والطامعون، وتجار العبيد ، والعنصريون ، والمتاجرون بثروات الشعوب، وحقوقهم ، فنحن ندرك ، بدون مواربة ، أن المشكلة كامنة فينا ، وأن حلها كامن فينا أيضاً ، وأننا، وحدنا، المسؤلين عما نحن فيه ، وأننا، وحدنا، كجماعة بشرية، تشكل الأمة العربية، معتدى عليها من الخارج نهباً، واستغلالاً ، ومعتدى عليها من الداخل استبداداً، وطغياناً، واستلاباً .. قادرة، إذا امتلكت الإرادة، والنهج، والرؤيا، أن تسقط كل هذه “الباستيلات” الرهيبة التي تشوه حاضرنا ، وحضارتنا ، وتصادر مستقبلنا ، ولعل خط البداية للانطلاق باتجاه الحرية، يكتب بميثاق شرف بين أولئك الطامحين إلى الحرية، في الوطن العربي، يعتمد مبدأ أساسياً، لا يحيد عنه احد، يتمثل بقطع الصلات نهائياً مع المستبدين، والطغاة، جماعات، وأحزاب ، وحكام،ومحكومين، مهما كانت الدعاوى ، فمعركة الحرية، في الوطن العربي، واحدة ، والذين يخوضونها، في جزء منه، عليهم أن يتضامنوا، ويتكاملوا، ويتكاتفوا، وينسقوا ، مع المناضلين من اجل الحرية في باقي الأجزاء ، وأن الذين يخوضون معركة الحرية في جزء عربي ، ويمدون اليد لأي شكل من العلاقة مع أي مستبد في جزء آخر من الوطن العربي، لا يعني إلا زيف شعارات الحرية،ولا يعني إلا أن الغاية الحقيقية كانت إجهاض مسيرة الحرية في الوطن العربي، في الأجزاء، والكل معاً ..، وأن جميع ادعاءات، وشعارات العالم، لن تخفي آثار ذلك النكوص المدوي عن مسيرة الحرية في الوطن العربي …وإذا كنا نقول أن معركة الحرية واحدة على الصعيد الإنساني كله ، فإن الأحرى بنا أن نراها كما هي فعلاً على صعيد الأمة العربية .
( 7 )
إن المشهد، في هذا العالم، يكاد يكون كاريكاتورياً، لدرجة فاقت حدود الخيال .. دعونا نسجل ، وباختصار شديد ما تراه العين دون عناء :
- الدول ، هي أشخاص القانون الدولي ، وصحة التمثيل من النظام العام ، فإذا كانت هيئة الأمم المتحدة تضم ممثلين لأكثر من مائتي دولة في هذا العالم ، وإذا كان أغلب هؤلاء الممثلين، لا يمثلون شعوبهم ، وإنما يمثلون مستبدين وطغاة يقهرون شعوبهم، ويغتصبون السلطة في بلدانهم .. فعن أي نظام دولي نتحدث ..؟!!
- اجتمعت الدول الأفريقية لمناقشة ما قررته دولة الولايات المتحدة الأمريكية من أن ( موغابي ) ليس ديمقراطياً .. تصوروا المشهد .. حكام مصر ، ليبيا، تونس، وإلى آخرهم .. يحاكمون ” موغابي ” لأنه ليس ديمقراطياً .. كما تبين لهم أخيراً أن البشير في السودان يستحق المحاكمة .. أو لا يستحقها حتى لا يكون سابقة ..”بدون تعليق” .
- صفقة ” لوكوربي ” بين دولتي الولايات المتحدة الأمريكية، والجماهيرية الليبية ، اعتمدت على الخبرة الفنية الحسابية ، وقدرت قيمة كل فرد أمريكي، من ضحايا لوكوربي “بأربعة ملايين دولار” دفعتها “الجماهيرية” لورثة الضحايا .. ولكن وبالخبرة الفنية الحسابية أيضاً .. اجتمع الخبراء بعد غارة جوية أمريكية تمت “بطريق الخطأ” على قرية أفغانية قضى فيها عشرات الأطفال” والنساء .. وقررت دولة الولايات المتحدة الأمريكية “الديموقراطية جدا” التعويض على الضحايا .. بعد الفحص، والتمحيص، تبين أن الفرد الأفغاني، يساوي “مائة دولار أمريكي” بالتمام، والكمال، دفعتها دولة الولايات المتحدة الأمريكية مشكورة لأهالي الضحايا “بدون تعليق” .
- هل نتابع ..؟ وهل تكفي المساحة المخصصة لنا…؟ لا… فقط نقول : أن أصحاب نظريات التراث، والمعاصرة، والحداثة، تطوروا إلى ما بعد الحداثة ، حيث يقولون: إن على القارئ، أن يتدخل في النص ، لهذا، فإنني سأترك لكم، أن تتدخلوا في هذا النص ..فيضيف كل قاريء ماعنده، ثم نجمع الإضافات، وننسقها، لتكون أدلة إثبات، على أن البشرية لم تعد تطيق النفاق ، والتكاذب ، كما لم تعد تطيق الاستبداد ، والتوحش ، والقهر ، والاستغلال، فالصفقات الدولية، والداخلية، لا تتم هذه الأيام، بين طغاة، وأحرار ، وإنما بين طغاة، وطغاة ، فالذي يمد يده إلى طاغية، ليس إلا طاغية آمر، أو طاغية صرصور ( لا فرق ) .. أياً كان اللون، والادعاء .. فطوبى للمناضلين، من أجل الحرية، في هذا العالم، من أي لون كانوا .. من أي جنس ، من أي قارة .. من أي دين ، من أي ………..
مايعنينا، أن النداء إلى الحرية، في الوطن العربي، جامع، فليبدأ كل بنفسه … وليتكاتف المناضلون من أجل الحرية . .. فإسقاط “الباستيلات” في الوطن العربي سيكون له ما بعده، على الصعيد الإنساني برمته .
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire