mardi 15 février 2011

أيها المتأرجح بين الكرامة و الخبز لا تكتأب مرتين فإن الكرامة و الخبز لم يولدا توأمين



كنت قد نبهت و منذ الأيام المبكرة للثورة من أنه لايجب التعويل كثيرا على تواصل تغطية قناة الجزيرة لها بذلك الشكل الذي يبدو دعما مطلقا في البداية لأنه لم يكن إلا تماريا مع الحدث المفاجئ و تقاطعا مع نهجها الإعلامي لحين تتوضح الرؤية و تتشكل مواقف الأطراف الفاعلة و إنه لم يكن إلتقاءا ليتواصل وحذرت من أن العالم لن يقبل بنجاح ثورتنا وسيحاول في البداية رشوتنا بغرض تحسين أوضاعنا المادية وتغيير المشهد السياسي و الإجتماعي قليلا بحد لا يمس بمصالح نظام العولمة و مخططاته نحو الشعوب فإن لم نقبل فإنه لن يتورع عن أي فعل أخر و إن كان التدخل المباشر وهو ما تطبخه الأن الأجهزة الإستخباراتية المتحالفة في طنجرة زوارق الموت بالتوازي مع دراسة إمكانية تغيير حكومة الغنوشي بحكل أخر يخدم نفس الأهداف ويكون مقبولا من الشعب و إن على مضض و هو الخط الدي بدأت تسير فيه الجزيرة من خلال شكل عودتها للتعامل مع ثورتنا...وكنت ومازلت أنبه الشعب إلى الخيارين المطروحين أمامنا وهما إما التمسك بأهدافنا الإستراتيجية العظيمة والإستعداد للتضحيات الجسام من أجلها أو القبول بما يخطط لنا في الظاهر و الباطن على حساب الجانب الحضاري و الثقافي و في مقابل تحسن نسبي في أحوالنا المعيشية...في الأخير وعلى عكس ما يعتقده البعض من كون ثورتنا قد فشلت في مقابل نجاح الثورة المصرية فإني أرى أن الشعب التونسي قد أظهر تقدما الكبيرا في الوعي والإصرار و القدرة على الكر والفر عن نظيره المصري والنجاح الخادع لثورة أشقائنا ليس إلا إحتواء سريع لها في حين أن التعثر الظاهر لثورتنا دليل على أننا شعب عنيد لم تفلح سياسات التغريب الممنهج التي تعاقبت عليه في تهميشه أو فصله عن جذوره و إنه ليس من السهل على أعدائه تعبئته في اكياسهم بالثمن الذي لا يرضيه وهذا ما يرعبهم ويثير جنونهم و يجعلهم مستعدون لأي تصرف و أي ثمن.. و هذا وبقدر ما نفتخر به فإنه مجلبة للمشاكل و لمزيد التعقيد في الأوضاع و على الشعب في كل الأحوال أن يستشرف المدى الذي هو قادر على بلوغه بثورته و أن يطيل مناوراتة العفوية التي تربكهم قبل أن يحسم أمره و تأكدوا أن قوتنا في عدم تنظمنا مما يجعلنا كالزئبق لا يقدرون على إمساكنا مادمنا غير راضين بعد عن النتائج التي تحققت

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire