mardi 15 février 2011

الإعلان عن تأسيس "مواطنون من أجل الديمقراطية"

الإعلان عن تأسيس
" مواطنون من أجل الديمقراطية"

أكدت الانتفاضة الشعبية التي انفجرت بداية من 17 ديسمبر2010 مدى عمق الازمة التي عاشتها وتعيشها البلاد منذ فترة غير قصيرة بسبب سياسات وممارسات النظام بمؤسسته الرئاسية وحاشيته وحزبه وادارته وجهاز أمنه ومنظومته الاعلامية، والتي عملت لسنين طويلة من أجل تدجين الشعب التونسي وهدر طاقاته وقمع نخبه وضرب تطلعاته ونهب جزء هام من ثرواته.
وقد أكدت الانتفاضة الشعبية من جهة أخرى قدرة جماهير تونس على مواجهة الاستبداد واسقاط أبرز رموزه وفتح الطريق أمام انجاز القطيعة الجذرية مع نظام تجاوزته الاحداث والتاريخ وضعت أسسه منذ نصف قرن وقضى تدريجيا على أهم مبادئ الجمهورية بارساء نظام الحزب الواحد المندمج مع جهاز الدولة وتكريس الحكم الفردي المطلق دون مراقبة ولا مساءلة، وتوظيف المنظومات القضائية والتشريعية والاعلامية والأمنية لخدمة نظام الاستبداد.
واليوم وبعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي تعهد أعضاؤها، ومن بينهم عدد من الوزراء المنتمين، أحزابا وأفرادا، للمعارضة الديمقراطية، بالعمل على تحقيق الاصلاحات الجوهرية التي يتطلبها التحول من نظام استبدادي الى نظام ديمقراطي تطلق فيه الحريات ويعود فيه القرار الى المواطن عبر ممثليه المنتخبين بصفة حرة وديمقراطية وشفَّافة، مع غلق الأبواب أمام كل المشاريع الاستبدادية الأخرى.
واعتبارا الى أن المطلوب ليس مساندة الحكومة والتصفيق لها، بل متابعة تمشيها وقراراتها بكل اهتمام ويقظة قصوى، عبر مختلف الأشكال بما في ذلك التظاهرات والتجمعات والمسيرات، حتى تنجز فعلا، وفي أحسن الظروف وأسرع الأوقات، المهام الأولى على طريق بناء دولة الديمقراطية والحداثة، دولة الحرية والمواطنة والمساواة، دولة نظافة اليد والشفافية.
وانطلاقا مما سبق :
فإننا، ومن أجل المساهمة الفعلية والنشيطة في مراقبة ومتابعة مسار الحكومة في هذا الاتجاه، نعلن عن تأسيس " مواطنون من أجل الديمقراطية" وسنعمل من خلال هذا الإطار الذي لايمثل بديلا لأيّ حزب سياسي أو جمعية مدنية، والذي نريده ظرفيا و مرنا ومفتوحا لكل المواطنين والمواطنات من ذوي العزائم الصادقة، وخاصة الشباب منهم، محليا وجهويا ووطنيا والمعني بانجاز التحول الديمقراطي. وسنعمل من أجل رصد كل الآليات والقوانين والممارسات المرتبطة بالمنظومة الإستبدادية مع تقديم اقتراحات عملية بديلة على كل المستويات.

تونس - فيفري - 2011
من Hamda Maammer

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire