mardi 8 février 2011

القناة" الوطنية"/ النوفمبرية وثورة الكرامة


إن للإعلام دور هام في تحديد مصير أي ثورة خاصة في الفترة الأولى من نجاحها، فترة تفرض بالضرورة تشكل جبهة المعاداة أو ما تسمى بالثورة المضادة. ونظرا للطبيعة الأخطبوطية للنظام الاستبدادي البائد ورغم أهمية النجاحات التي حققتها ثورة الكرامة منذ 14 جانفي 2011 فان قاعدة هذه الثورة المضادة متناثرة في كل المواقع وكل عنصر منها يسعى إلى الجذب إلى الخلف والتقزيم والتشكيك والتخويف.
والمتتبع للقناة "الوطنية" بفرعيها 1 و 2 يلاحظ أن هذه القناة لم تنجح في تحقيق الانسجام بين اسمها الذي اختارته و المضمون الذي تقدمه في السياق التاريخي الذي تعيشه الثورة. فقبل الثورة قدمت النظام البائد كضحية والشعب كمتهم و متآمر وعملت على تشويه كل النضالات التي خاضها هذا الشعب بمختلف فئاته وقطاعاته المهنية وخلق نوع من الصراعات الوهمية المنسجمة مع مشروع "الفوضى الخلاقة" التي تبيد الاستبداد وتشرع لوجوده. مع تحقق الإرادة الشعبية/ ثورة الكرامة غيرت قناتنا "الموقرة" من ثوبها لكنها واصلت عملها في الحط من تلك الإرادة في محاولة لإرباكها بربط الماضي التعيس بالحاضر المتفائل وإنجاح مشروع "الفوضى الخلاقة"، ففي الوقت الذي يسقط فيه شهداء( في الكاف وقبلي...) في إطار مقاومة الشعب "للقطط السمينة" المرتبطة بالنظام البائد والحالمة بإفشال الثورة نجد القناة" الوطنية" بالمفهوم النوفمبري تنخرط مع هؤلاء بفتح فضاءاتها و خطوطها الهاتفية لهم لبث الإشاعات من أجل تعطيل الدروس بالمؤسسات التربوية وشل الحركة الاقتصادية وارباك المجتمع وتقطع هذه الخطوط على كل صوت صادق وثوري يعبر عن ضمير الشعب. وقبل ذلك وحينما تحرك الشعب لإسقاط الحكومة الأولى الذي تزامن مع إضراب رجال التعليم (أساسي وثانوي) انبرت القناة النوفمبرية بشن حملة على هؤلاء وفتحت الفضاءات و الخطوط ل"مريديها" حتى ينشدوا أنشودة "الفوضى الخلاقة" وقدمت انخراط قطاع التعليم في الثورة على انه انخراط من أجل الزيادة في الأجور منسجمة بذلك مع مضامين الثورة المضادة. وبعد نجاح الثورة في افتكاك وزارات السيادة من أتباع النظام السابق ركبت القناة الموجة من جديد وهاهي اليوم توظف التلاميذ في توريط مفضوح لوزارة التربية لخلق فتنة بين التلاميذ ومدرسيهم وتدمير ما أرادت الثورة تحقيقه من شعور بالعزة والكرامة والثقة بالنفس واحترام للعلم والعلماء لدى شبابنا، هؤلاء الشباب الذين مثلوا عماد هذه الثورة لتقول لهم بان النفاق والكذب وتزييف الحقائق هو الذي يجب أن يتواصل، ورغم هذه المحاولات فإنها لم تنجح في ذلك بشهادة الجميع وحتى من تم تشريكهم فقد أكدوا لمدرسيهم أنهم تلقوا توصيات موجهة وأن مقص الرقيب لعب دورا هاما رغم تلك التوصيات.
إن الثورة مازالت مستمرة مادام هناك من "القطط السمينة" من يريد وضع حد لها أو تهميشها بفتح محاور هامشية حتى يتهرب من المحاسبة ويعيد التموقع، فالشعب بالمرصاد له وهو عازم على إنجاح ثورته إلى النهاية، نهاية يقطع معها مع ثقافة العهد البائد وأساليبه القذرة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire