mercredi 9 février 2011

الثورة المضادة تتهيأ للانقضاض


أثرياء النظام الذين أثروا على حساب الشعب التونسي، بتوخي كل طرق التحايل، من سمسرة وفساد إداري ورشوة واقتسام للغنائم ونيل الأرباح من دون توفير مجهود مقابل، واعتماد الوساطات ونهب المؤسسات وخيرات البلاد من دون المساهمة في المجهود الوطني لخلق الثروة وإحداث التنمية.. هؤلاء الطفيليين الذين يمتصون دم الشعب التونسي ويتمعشون على عرقه، وينفقون أموالهم في البذخ أو يهربونها إلى الخارج دون استثمارها في المشاريع التنموية في البلاد، والذين يستغلون سطوتهم للتهرب من دفع الضرائب التي لا يتحملها سوى العامل التونسي المقهور والموظف البائس اللذان يعيشان على الكفاف، لا نسمع أيّ صوت يرتفع من هذه الحكومة المؤقتة أو اشارة منها يدعوان إلى مساءلتهم أو التحقيق في مصادر ثروتهم.. إنّهم بالآلاف وفي مختلف جهات البلاد..لقد أصابهم الذعر عندما أسقطت الثورة رمز استبداد السلطة ودبّ بين صفوفهم الهلع..لكنهم في اليومين الأخيرين بدؤوا يسترجعون ثقتهم بأنفسهم وبدؤوا يتصورون بأن الثورة ارتخت ويمكن أن يلتفوا عليها، فسعى بعضهم إلى تجنيد عصابات من مجرمي الحق العام ومليشيات التجمع ومن الولاءات العروشية والعرقية والعديد من المرتزقة، ودفعوا بهم إلى التحرك في اتجاه قمع الثورة، بمهاجمة المظاهرات وإحداث الغوغاء في الساحات والاعتداء على مقرات الاتحاد ومحاولة افتكاكها أو حرقها، وكذلك ترويع الأهالي بقطع الطرق خاصة خارج المدن..إنّ هؤلاء يريدون إثارة البلبلة لإثارة الرعب في النفوس ويروجون الأراجيف هم ووسائل الإعلام المأجورة حول امكانية عودة الدكتاتورية بغاية إحباط العزيمة الثورية للشعب التونسي..إنهم يتحركون بسرعة لتنظيم الثورة المضادة وقبر انجازات الثورة...إنّ هؤلاء سيكونون قادرين مرّة أخرى، على شراء ذمم الميليشيا وضعاف النفوس واستغلال أوضاع الفقر والبطالة المتفشية خاصة في الشرائح المتدنية من الشعب، عند تنظيم الانتخابات للحصول على الأصوات والهيمنة مجددا على مؤسسات الدولة بهدف تواصل سيطرتهم على المجتمع وبالتالي يتبخر حلم الثورة..فمن يظن أنّه قادر على مغالبتهم فهو واهم إذا لم نستأصل شوكتهم من خلال إقصاء حزب التجمع وباروناته ورموزه القوية من دفة الحكم..إنّ الفساد لم يكن يوما حكرا على عائلتي الطرابلسي وبن علي والدوائر الضيقة المقربة منهما، بل هو سمة عامة مستشرية في شريحة اجتماعية طفيلية تنهب ولا تساهم في مجهود الشعب، أوجدها النظام الإجتماعي الذي أرساه التجمع الدستوري في عهد الدكتاتور بن علي، ومن قبله الحزب الاشتراكي الدستوري

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire