mercredi 6 novembre 2013

, و الفاهم يفهم

منذ إعتلاء حركة " النهضة " و إئتلافها المسمى "بالترويكا" سدة الحكم عاى إثر إنتخابات 23 أكتوبر 2011 , وقد تجاوزنا بذلك عامين من حكمها , لم ير الشعب التونسي إلا الهوان و الذل و المهانة بشتى الأشكال و الألوان ..., و حدث ولا حرج , مسيرة أقل ما يقال فيها أن بلادنا لم تشاهد في حياتها مثيلا لها , مسيرة بؤس و شقاء و فقر و بطالة و أوساخ و أوبئة و أمراض و إجرام و إغتيالات وعنف و إرهاب و تهريب و إتجار بالمخدرات و شتى الممنوعات و تدني أخلاقي وإنتهاك سافر للحرومات و المحرمات و دوس على المشاعر و حتى المقدسات وتسلط و جور و قهر و محسوبية و جهويات و رشوة و ارتشاء و نهب و سلب و سطو و إفتكاك و إستقطاع وإغتنام الغنائم و تربح و تبديد للأموال العامة و إستثراء وإنتهازية مفرطة و طمع و جشع و جوع و استيلاء على الأرزاق و الممتلكات والمكاسب و إتجار في البشر كالرقيق تحت غطاء "الجهاد بالشقيقة سوريا "و قد طال هذا النوع من التجارة و الإتجار حتى ببناتنا تحت غطاء ما يسمى " بجهاد النكاح " و التسول و التداين وتدني الخدمات العامة و المعيشية إلى درجة لا تطاق و لا تتصور و غيرها و غيرها ... , من المآسي و الميزيريات ,التي لم نكن نتصور يوما أن نعيشها أو أن تخطر على بالنا أو حتى أن تراودنا في مخيلاتنا , و لا حتى في أحلامنا بل و حتى في كوابيسنا المرعبة ..., و السؤال الذي يطرح نفسه في مثل حالنا و مدى ما وصلنا إليه في الآونة الراهنة : كيف بنا قد صبرنا على طول هذا الوقت كله ...؟ و كيف بنا قد تحملنا كل ذلك و لم ننفعل الإنفعال الكافي و المناسب لوضع حد لتلك المعانات , التي كنا و لا نزال نعيشها يوميا و بدون إنقطاع ...؟ فهل أننا نمتلك صبر أيوب و لم نكن على علم بذلك ...؟ , أم في الأمر سر خفي لم نستطع إدراكه إلى حد الآن ...؟ , إستفسارات و أسئلة محيرة تتملكنا بين الحين والآخر نعجز حتى عن الإجابة عنها ..., و على كل و المهم في كل ذلك أننا لا نزال أحياء نرزق كما يقولون , أو كما يقال عند البعض "ناكلوا في القوت و نستناو في الموت" فما ألجأنا إلى أن يصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه حاليا يا ترى ...؟ , إن المتسبب في هذا كله , في نظرنا , يرجع بالأساس و الأصل إلى ذلك الإختيار المقيت و الكارثي الذي إختاره البعض من شعبنا في إنتخابهم لقائمات "حركة النهضة " بمناسبة الإنتخابات الأخيرة ( 23 أكتوبر 2011 ) , تلك الإنتخابات التي شكلت منعرجا نوعيا و غريبا في تاريخ و حياة هذا الشعب , الذي عان و لم يلق منذ الإستقلال إلى اليوم إلا الكثير من الويلات و المآسي و الأزمات و القهر والإستبداد و النهب و السلب و التجويع والإهمال لسلميته و لمسالمته و لحكمته ورصانته و لعدم إندفاعه المتهور , فهو متبصر بوقت ثورته و هيجانه و صولته و جولته ..., و في مقابل ذلك فهل يختشي الحاكم من أمره ...؟ , فهذا الشعب و من سوء مصيره لم يعتل سدة حكمه ما يعرف بالحاكم العادل , ذلك الحاكم المتبصر و الواعي بهموم ومشاكل و استحقاقات و تطلعات وإنتظارات رعيته و مواطنيه و شعبه , والذي لا يهدى له بال أو نوم إلا بعد إستسلام شعبه و رعيته إلى نومهما الهادي والهادء و إلى أسلم راحة , فأين سنجد هذا الحاكم العادل بتلك المواصفات الصعبة التوفر و التوفير في وقت كثر فيه الإنتهازيين والراكضين و راء الجاه و النفوذ والثروة والسلطان ..., و في زمن من سرعان ما ينقلب على رعيته فيسومها أشد البطش و العذاب بمجرد أخذه بناصيتها وحكمها , و الأمثلة كثيرة في بلادنا و بالبلدان الخارجية , و حدث و لا حرج , الأمل ضئيل للظفر بهذا الحاكم في نظرنا بالنظر لما نحن بصدد مشاهدته من خلال الأحداث الأخيرة التي لم تكن لتبشر بأي خير في قادم الأيام و مع أناس إمتهنوا علوم و فنون السياسة و تدجيلها و إفتراءاتها و كذبها و خداعها يصولون و يجولون حاليا على الميدان السياسي و مشهده ببلادنا ... , والله تعالى أعلم بذلك لأن العلم لا يعلمه إلا هو صاحب العلم و مصيرنا . فإلى متى ستتواصل معاناة شعبنا ..., و إلى متى سيتواصل دوس كرامته وكيانه ..., من طرف الطغمة الحاكمة الحالية القادمة من وراء البحر و من جحور طغات العالم الإستعماري حاملين معهم تعليماتهم و أجنداتهم و أوامرهم ونواهيهم لفتح أبواب بلادنا أمامهم كبيرة واسعة لإستغلال ثرواتها و الإستئثار بها لهم ولأبنائهم بعد تجويعنا و إفقارنا و تفقيرنا و رهننا و ارتهاننا و بيعنا و شرائنا في شكل خيانات لأوطانهم و التآمر عليها حهرا و في واضحة النهار ... , فهؤلاء مغامرون و قطاع الطرق ومجرمون وخونة و إنتهازيون و قتلة و سفاحين و غزات و حشاشين في ظاهرهم تقوى و ورع و في سريرتهم و باطنهم مكر و خداع و شتى العاهات والعلل النفسية المعروفة وحتى غير المعروفة منها ..., و ما ينتظر منهم إلا ما كنا قد عانيناه وعددناه في حديثنا السابق , فالخلاص منهم و من أمثالهم و أتباعهم و من عملائهم و من ميليشياتهم و من أذرعهم يكمن عند الشعب وحده الذي كان في الماضي الليس بالبعيد قد تخلص ممن كان أعتى و أصلب منهم بسرعة البرق في صولة من صولاته و جولة من جولاته العاتية و الضاربة ..., و الفاهم يفهم , و اللبيب بالإشارة يفهم .