dimanche 26 juin 2011

فرصتكم لتمحو عارا يرتكبه صمتكم وسكونكم



لما ندعي النضالية والثورة!! ألم يكن قيامنا مجرد رد فعل حيني مرتبط بوضع طارئ تمثل في الإحساس بالخطر وبالتالي كل ما قمنا به في بضع أيام لم يكن سوى سطوة الغريزة على الطبع!!! لما ندعي الوطنية ؟ هل كل من خرجو للإطاحة بالدكتاتور وطنيون؟ يعني السؤل يطرح نفسه : كيف أكون وطنيا وأنا لا أعرف ما تعنيه المواطنة ولم أمارس من قبل أيا من القيم النابعة منها وكيف أكون ثوريا وأنا لا أعرف كيف ولا ارغب في اكمال ثورتي!!!؟

أعتقد اننا نتكلم كثيرا فالكلام سهل والإنتحاب على جراح الإستبداد أسهل، أما التضحية بالجهد و الوقت فهذا أمر يستلزم وطنية وإحساس وإلتزام بالمواطنة لا يملكه معظم هذا الشعب الذي وصف بالعظيم و طبعا أنا لا ادعي الثورة والنضال ولكن هذه أشياء أتعلمها كل يوم ولكي لا أضع نفسي موضع الناقد المتعالي فأنا اعترف باني لست مناضلا ولا ثوريا وانما واحد من الذين يرون اعوجاجا في هذا الزمان ويحاولون إصلاحه بما أوتي لهم من معرفة وما استطاعو من بذل فأنا وهم لا تسمح لنا غيرتنا على هذه الأرض أن نقف من بعيد ونشاهد من يحرك عقارب الساعة إلى الوراء ونسكت. نحن لا نستطيع أن نستقيل أو نضع ما أثقل به كاهلنا جانبا فالتاريخ لن يسامحنا إن لم ندافع ونذد عن حرمة أرض كلفت أجدادنا دماءهم.

إن مشكلة التونسيين أنهم عاطفيون و اغلبهم يغيب العقل على حساب انفعالاته مع ومن الذي يأمل به ويتمناه و إلا فكيف يصدقون وعودا بالديمقراطية من أعدائها و يعيشون أحلاما يصنعها من زين مملكة الدكتاتورية وإحترف العمالة و إمتهن الخيانة. إما أن التونسي يصدق إذا فهو غبي وإما أن الكذب أصبح عنده خبزا يوميا فلا يحرك له ساكنا مهما رأى من تناقضات بين الحقيقة و ما يجب أن يكون وما يسير إليه ويفرض عليه فالعيش بسلام بعيدا عن المواجهة هو كل ما يتوق له ،ويعزي نفسه دائما بالأمل الذي يزرعه في مستقبل يراه مشرقا أو على الأقل كما صوره له البعض وتبناه يأسه.


ليس من مصلحة أحد أن يظل الحال على ما هو عليه تاركين من تسلط يعبث بمصيرنا ومصير البلد وليس من الحكمة أن نظل سلبيين تجاه الحراك الذي يقام اليوم، ففي اللحظة التي اكتب فيها وتقرء فيها يوجد من يقايض راحته و سلامه بما رحل من أجله عن الحياة مئات من الشهداء. أتمنى من كل من يدرك ما آلت إليه ثورتنا من ركود الرجوع إلى ساحات الإعتصام و دعم كل أشكال الحراك المادي والنوعي. يجب أن نلملم صفوفنا من جديد فليست مهمة اعدادنا القليلة ولكن نستطيع أن نؤثر فتتسع رقعة احتجاجاتنا يوما بعد يوم لنؤجج نار الثورة من جديد و نكمل مسيرة التحرر، وأما عن المتخاذلين فهيا انها فرصتكم لتمحو عارا يرتكبه صمتكم وسكونكم.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire