lundi 31 janvier 2011

نداء عاجل إلى الفريق رشيد عمّار رئيس أركان الجيش التونسي

من أبناء الشعب التّونسي الثّائر على عقود من القهر و الظّلم و الفساد
إلى سيادة الفريق : رشيد عمّار رئيس أركان الجيش التّونسي

لقد ثبت لنا و للعالم ، أن بلادنا العزيزة علينا كلّنا ، ليس لها من درع حصين للوطن و الشّعب غير جيشنا الباسل الذي دخل قادته التّاريخ من بابه الواسع و وقف له العالم في أجمل تحيّة على حكمته و مسؤوليته و وطنيّته التي انقطع نظيرها ، في المحافظة على الأرواح و صيانة تراب الوطن ، و التّضحية بالنفس و النّفيس في سبيل اطمئنان البلد و سلامة الشّعب ، في ظرف شديد الحساسيّة ، لم تشهد البلاد له مثيلا ،،، لقد كان جيشنا الوطني ضحيّة للتّهميش طوال عقود ،،،،،،، حتّى يجد نفسه ، فجأة و بدون سابق إنذار ، في واجهة أحداث جسيمة تعصف بالبلاد نتيجة لفساد طغمة من العصابات التي كانت تحكم البلد ،،،،، و انهار النظام بكلّ ما فيه و من فيه و عمّت الفوضى و وجد الجيش و قيادته أنفسهم أمام موقف تاريخي ،،، إمّا بقمع المظاهرات التي عجز عنها جهاز النّظام بآلافه المؤلّفة و بالتّالي ، يرتكب مجزرة لشعبه ، في سبيل استقرار الأوضاع لحاكمه الطّاغية ،، أو يقف مع شعبه ، و بالتّالي يعرّض قائده نفسه لخطر جسيم ،، ما كان لينجو منه لو "لا قدّر الله" تمكّن الرّئيس المخلوع من إعادة السّيطرة على الأوضاع ،،، و فعلا اختار قائد جيشنا البطل ،، أن يضحّي بنفسه في سبيل حقن دماء شعبه متحمّلا كلّ المخاطر التي في الحسبان ،، و قد يسّر الله له النّجاة ، و انتهى نظام الطاغية بترتيبات يعلمها القادة العسكريون تماما ،،،
و بعد السّقوط تحمّل الجيش الوطني كلّ أعباء البلاد ، من حفظ للحدود ، و حفظ للأمن ، و حراسة لمؤسّسات الدّولة ، و تنظيم لحركة المرور ، و نجدة المواطنين ، و تتبّع عصابات بن علي المسلّحة ، و إيقاف الفاسدين الفارّين للخارج ،،،، و قد دفع الجيش الوطني دماء أبنائه الشهداء لإخماد هذه الفتن التي تسبّبت فيها القيادة الفاسدة ،،
و قد شدّ جيشنا الوطني أنظار العالم ، بوقوفه إلى جانب شعبه و أصبح محطّ إعجاب البعيد و القريب ، و موضوع النّدوات و المقالات الصّحفيّة ،، و معلّم الجيوش لمعنى الوطنيّة ، مثل ما سمعنا نداءات من بلاد عربيّة أخرى تنادي بأن يكون جيشها كالجيش التّونسي في الوقوف إلى جانب شعبه ،،، و هو ما لم يحصل في تاريخ جيوش العالم ،،،
و بناء على كلّ ذلك ،،، و إضافة إلى أن جيشنا الوطني بقيادته الحكيمة قد ضغط على الحكومة الحاليّة لتلبية مطالب الشعب ،، إلا أن الأمر لم يتمّ كما يريد هذا الشعب الثّائر و لم يتحلّ السّاسة بنفس الوطنيّة التي كانت لجيشنا الباسل الذي هو أولى منهم بفرض استقرار البلد الذي هم من خرّبه ، و هم من أربك أمنه ،،، و ترجع كلّ تبعات فوضاهم للجيش الوطني ، الذي هو ابن الشعب ،،،
لذلك ، و حرصا منّا على استقرار بلدنا و سلامته ، فإنّنا نتمسّك بمطلب قائد الجيش المتمثّل في عدم المساس بمنصب رئيس الجمهوريّة ضمانا لتمسّكنا بالقانون و الدّستور و ندعو رئاسة أركان جيشنا الوطني إلى ما يلي :
1) - إقالة حكومة الغنّوشي ، و تكليف السّيد أحمد المستيري بتشكيل حكومة إنقاذ وطني لا يوجد فيها أحد من الوجوه و الأحزاب الالتفافيّة على ثورة شعبنا ، و المسيئة لدماء شهدائنا و المستفزّة لجماهير شعبنا (و هو يعلم شروطنا في ذلك كما تعلمونها أنتم) بما يضمن قطيعة نهائيّة مع الماضي البغيض الذي لا زلنا نرى مظاهره في قمع الشعب أمنيّا ، و في طمس الحقائق و تسريب الأكاذيب إعلاميّا و في ممارسات أخرى كثيرة قذرة ألفناها في حكم العصابات المخلوع ،،،
2) - حلّ حزب التّجمّع الدّستوري الدّيموقراطي نهائيّا و تحويل ممتلكاته للدّولة ، و إلقاء القبض على قياداته العليا و تقديمهم للعدالة لمقاضاتهم على الجرائم التي ارتكبوها في حقّ هذا الشّعب ،
3) - حلّ كلّ المجالس و الهيآت التي كانت موجودة قبل 14 جانفي 2011 بما فيها مجلسي النّواب و المستشارين ،،، و إعادة تشكيل لجان الإصلاح و التحقيق في الجرائم و الفساد و غيرها بمشاركة هيأة المحامين ،،
4) - التّمديد في الفترة الدّستوريّة لرئيس الجمهوريّة بما يتوافق مع المدّة اللاّزمة لإجراء انتخابات نزيهة و ديموقراطيّة و مراقبة دوليّا بعد الإعداد لها و لقوانينها و دستورها ،،،
5) - ندعو قادة جيشنا الوطني بأن يكونوا العين السّاهرة على ضمان نتائج الثّورة ، و عدم السّماح لكلّ من يريد ركوبها لتحقيق مآرب شخصيّة ، أو فئويّة ، أو لفائدة أطراف أجنبيّة بغيضة ، كما لن نسمح أبدا لأيّ طرف خارجي كائنا من كان ، بالتّدخّل في شؤوننا ، كما ندين بشدّة زيارة المجرم (فيلدمان) إلى بلادنا و الفتنة التي زرعها بين أفراد شعبنا الواحد قصد تفرقته و بثّ الفوضى في صفوفه لكي يجدوا منفذا لإدخال أنوفهم في قضايانا و قد سئمنا من تدخّلاتهم و جرّبنا ما جرّوه علينا من ويلات ، كما أننا نعلم سجلّه القذر في لبنان و أماكن أخرى من العالم ،،،
6) - لقد وعدنا السّيد رشيد عمّار بضمان الثّورة ، و نحن لدينا كامل الثقة في وعده ،،، بل أننا لا نثق بأحد غيره ممّن هم في السّلطة الآن ،،، فإننا نطالبه بتنقية وزارة الدّاخليّة من العناصر الفاسدة و الإجراميّة التي لا تزال إلى الآن تعطي الأوامر بالقمع و الاعتداء ، متجاوزة في ذلك أيّة أوامر سياسيّة ،، و محاكمتهم على ما ارتكبوه من إجرام ،،، حتّى تعود الثقة بين الشعب و عناصر الأمن و هي ثقة منعدمة الآن كليّا و بنسبة100ّ% ،،،
سيادة الفريق ، هذه مطالبنا الرّئيسيّة ، التي تطمئننا على وطننا و مستقبل أجيالنا ، و أن أيّ تمسّك من قبل الحكومة الحاليّة بالإصرار على تجاهل مطالبنا ، سوف لن يزيد الأمر إلاّ تعقيدا ، و بالتّالي سوف يدفعنا نحو المجهول الذي لا نريده نحن و لا جيشنا ، لأنّنا لن نتنازل على هذه المطالب مهما كلّفنا الثّمن ،،،
و عاشت ثورتنا ، ثورة الأحرار و الشّرفاء ، و المجد لشهدائنا الأبرار ، و عاش جيشنا الباسل درعا منيعا للوطن و المواطن ، و عاشت تونس حرّة مستقلّة ديموقراطيّة ، نقيّة من الفساد و الفاسدين أبد الدّهر ،،،
الإمضاء
الشّعب التّونسي