dimanche 30 décembre 2012

المعارضة الحاكمة والحكومة المعارضة



  • تعودنا أن تنعدم حرية الإعلام في ظل الأنظمة الاستبدادية ، وتعودنا تبعا لذلك أن يطالب الشعب عن طريق نخبته المعارضة بمتنفس إعلامي حر أو أن يلجأ إلى القنوات الأجنبية أو إلى إعلام بديل وإن كان بسيطا أو إلى المقاهي يستخبر الحقيقة . ولكن ما يحصل في تونس غريب إذ الإعلام تستبد به المعارضة توظفه كما تشاء تضخم أحداثا وتهمش أخرى ، تزييف أحداثا وتختلق أخرى ، تصمت  في مواضع الصخب وتصخب في مواضع الصمت، والحكومة وأنصارها يناضلون من أجل إعلام حر ونزيه وينتظرون الجزيرة وأخواتها لسماع أخبار البلاد والعباد ويفكرون في بدائل منها على سبيل المثال لا الحصر نشريات مكاتب حركة النهضة.
  • تعودنا أن يضغط الشارع على المعارضة حتى تكون أكثر فاعلية وحزما في مواجهة السلطة الحاكمة فإذا بنا نجد امتعاضا من ضعف الأداء الحكومي وحملات ورقية وميدانية تطالبها بالفاعلية وتجاوز قصورها وتقصيرها.
  • تعوّدنا أن يلجأ مسؤولو الحكومة إلى الكذب و" التبلعيط" لتبرير سياساتهم وخيباتهم فإذا بنا إزاء زعماء في المعارضة فاقوا الحكام الفاسدين سفاهة وكذبا . وقد رأيناهم في تعاطيهم مع " أزمة ساحة محمد علي" يكذبون ويكذبون كنشرة أخبار" ( ادعاء العباسي أن الهراوات التي استعملتها ميليشيات الاتحاد قد افتكتها من المهاجمين أو هي من بقايا " المرمة المحلولة في دار الاتحاد") وينافقون نفاق عبد الله بن أبي سلول  ( مساندة نجيب الشابي ومية الجريبي للاتحاد وقد كانا قبل أشهر يكيلان لقياداته تهما أشدّ وأقسى من تهم الحكومة وحركة النهضة). ويسفلون سفالة  لا مثيل لها   (مساندة  قيادات نداء تونس للاتحاد .  )
  • تعوّدنا أن تلجأ الحكومات المستبدة إلى طلب عون " منظمات المجتمع المدني" التي صنعتها على قياسها فتنهال عليها برقيات المساندة والولاء من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق ، وها نحن أمام ظاهرة غريبة وعجيبة : تلجأ الحكومة إلى الشارع  وعامة المواطنين تطلب مساندتهم في حين تحشد  المعارضة منظمات المجتمع المدني فتحج إليها الوفود من بني " عبد الستار" وبني " حمرون" ومن بني " عبد السلطة" ... وحتى من بني " الأصفر "، تعلن موالاتها التامة ولسان حالها يقول " لو دخلتم بنا جحر ضب لدخلناه معكم".
  • إننا والحال هذه ننتظر انتفاضة شعبية تخلصنا من هذه المعارضة المستبدة  . ولعل بوادر الفرج لاحت هذه الأيام  إثر دعوة قيادة اتحاد الشغل إلى الإضراب العام  فقد كشفت هذه الدعوة وما تلاها من إضرابات عامة جهوية فاشلة في مجملها عن وعي شعبي وعمالي ونقابي غير مسبوق ( في تاريخ الثورة التونسية طبعا) بزيف شعارات المعارضة وقبح سلوكها وقلة نضجها بل وغباء بعضها. ولو نفّذ الإضراب العام لكان رصاصة الرحمة لقيادة الاتحاد الرعناء ولكن سامح الله حكومتنا العتيدة التي مدت لها خشبة النجاة.  نسأل الله أن لا يكون جزاؤها جزاء سنمار.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire