lundi 16 mai 2011

الثورة التونسية و ظل الباجي قائد السبسي

ليس غريبا ما يحدث اليوم في تونس بل هو أمر متوقع وبديهي فالثورة لم تستكمل مهامها الثورية بعد صحيح أنها أسقطت الديكتاتور لكنها لم تقتلع بعد الديكتاتورية ولم تصفي أدواتها الصدئة وتلك مهام المرحلة الحالية كما أنها لم تقطع مع تبعيتها للرأسمالية العالمية ولم تؤسس بعد لدولتها الوطنية الديمقراطية الضامنة للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية وتلك مهام مرحلتها الاحقة ..ومن الطبيعي أن تراهن القوي المعادية للثورة المتمثلة في الرأسمالية العالمية ومراكز القوي من بقايا الديكتاتور المخلوع ونظامه(كوادر التجمع وأزلامهم ;البوليس السياسي ومجرميه; بعض رجال الأعمال وخدامهم)علي إجهاض الثورة عبر محاولات متكررة لا تقنط لإحتوائها والإلتفاف عليها مستغلين في ذلك بالإضافة لإحتكارهم لأغلب مؤسسات الدولة ونفوذهم المالي والإعلامي الشبه المطلق:

١- ضعف وهشاشة الوعي السياسي لشرائح واسعة من الشعب التونسي
ومزاجيتهم المتقلبة ما بين التفاؤل والإحباط ما بين الغضب المتفجر
حد إحراق النفس والإنكفاء علي الذات والتوجس والترقب والخوف من المستقبل وبالتالي تسعي القوي المعادية للثورة للمزيد من كي وعي الجماهير وإجهادهم وإنهاكهم في قضايا جانبية كالصراعات الجهوية أو العروشية وتلهيتهم بالفقعات الإعلامية وإقناعهم بإنتصارات كاذبة أو ناقصة وتزييف وعيهم أوترويعهم ومساومتهم مابين الأمن الكاذب والإستقرار الواهن أو المواصلة في الثورة

2-ضعف الأحزاب السياسية وإنقساماتها العقائدية ومحدودية قاعدتها
الشعبية لذلك فإن القوي المعادية للثورة ستسعي دائما لتعزيز إنقسماتها
وشخصنة صراعاتها وتشويه صورتها عند الجماهير لإبرازها كأحزاب
لاهفة علي السلطة راكبة علي الثورة أو بتقديمها في صورة أحزاب متطرفة مغالية لن تجلب إلا الخراب أوفي صورة أحزاب حالمة رومنسية غير مسؤولة لا تبني إلا علي رمال متحركة

3-عزلة وزهد العديد من الكوادر العلمية والنخب الفكرية والفنية
في قضايا الشأن العام و في إنجاح مسيرة الثورة
4-إلخ...

لذلك فإن المطلوب من القوي الثورية مزيدا من النضج والمأسسة والتنظم
والإلتحام بالجماهير عبر:

1-تفعيل العمل الجبهوي والتحالفات السياسية الموسعة وتحييد ما أمكن
التجاذبات الأيدلوجية والتركييز علي ما يجمع ويوحد وهو ما من شأنه
أن ينمي ويعزز ثقة الجماهير بالأحزاب السياسية ويفوت الفرصة علي
قوي الثورة المضادة التي تحترف فن الصيد في الماء العكر والكيد
لزرع الفتن والإنقسمات وتنفير الجماهير من العمل السياسي وتغذية
إنطبعاتها السلبية تجاهه لهذا وجب:
-تفعيل جبهة 14 جانفي وجعلها ركيزة لبناء جبهة وطنية موسعة تضم
أطياف واسعة من الأحزاب بمعزل عن مرجعياتها الأيدلوجية ما لم تحد
عن أهداف الثورة وثوابتها في إقتلاع الديكتاتورية وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية دولة الحرية والكرامة
-تفعيل وثيقة 18 أكتوبر وتوسيع دائرة الحوار مع الحركات الإسلامية
ورموزها وإستقطاب العناصر الوطنية والمستنيرة منها للجبهة الوطنية الموسعة ما إلتزمت بثوابت الثورة وروحيتها

2-الدعوة العاجلة إلي عقد مؤتمر وطني تدعي إليه كل القوي الوطنية من القطاعات السياسية والمدنية والممثلين الفاعلين عن اللجان الجهوية لمجالس حماية الثورة وساحة القصبة ونشطاء صفحات الثورة علي الإنترنت ونخبة من الإعلاميين والشخصيات الفكرية والعلمية الوطنية...من أجل:
-الإعداد لميثاق وطني للثورة يعبر عن ثوابتها ويلوح لأفقها الذي تتحرك
فيه فيكون بذلك ليس مجرد وثيقة لبلورة المفاهيم الكبري التي قامت عليها الثورة كالحرية والكرامة والديمقراطية والدولة الوطنية (إلخ..)فحسب أو لتسجيل لحظتها التاريخية وطموحها فقط بل وثيقة أيضا ترتقي لمستوي الكونية لقدرتها علي التأليف بين مرجعيات متعددة ومتنوعة ومختلفة في إطار وحدة الأهداف الجامعة للثورة التونسية بعمقها الحضاري العربي لإسلامي وأفقها الإنساني
-صياغة خارطة طريق للمرحلة الإنتقالية ومعالجة القضايا الرئسية المتعلقة بها:
أ- مجلس وطني للثورة يتكون من كل فاعليات المؤتمر ذو سلطة تشريعية
يستمد شرعيته من تعدد ورحابة الشرائح والقوي الوطنية التي يضمها
ب- حكومة تكنقراط من الكفاءات الوطنية تستمد شرعيتها من الوفاق حولها ونزاهة وكفاءة أعضائها
ج- تصفية الأمن السياسي وإصلاح القضاء والإعلام وتطهير الإدارة
د-تحديد موعد جديد للإنتخابات المجلس التأسيسي
ج-إلخ...

3- تأسيس جبهة وطنية موسعة علي قاعدة الميثاق الوطني للثورة تشكلها مختلف فاعليات المؤتمرتحدث توافقا علي برنامج سياسي وطني موحد وقائمة إنتخابية موحدة لخوض إنتخابات المجلس التأسيسي
وحتي التشريعيىة فيما بعد لتسهيل إلتفاف الجماهير حولها والقطع مع تردد
المواطن البسيط وحيرته لمن سيعطي صوته ولمن سيمنح ثقته ويقطع الطريق علي قوي الردة التي تراهن علي تفتيت المشهد السياسي

4-دعم المجالس الجهوية للثورة وتنميتها لتشمل كل الجهات والمدن
وتفعيل لجان حماية الأحياء في إطارها وتحويلها لخلايا للتثقيف
والتأطير السياسي ورصد هواجس الجماهير ودفعهم للمساهمة والمشاركة في تحقيق أهداف الثورة بشكل أكثر تأطير وتنظم

5- الإهتمام بالجانب الإعلامي والدعائي للجبهة ومجالسها الجهوية
عبر ما أمكن من الفضاءات والوسائل والمحترفين وتخصيص ناطقيين رسميين بها من الذين يتمعون بالشعبية والإحترام الجماهيري الواسع من أمثال السيد عبد الناصر العويني والسيدة سهام بن سدرين مثلا

6- تشجيع تشكيل لجان أو حلقات مختصة للإسهام في تحقيق أهداف الثورة من طرف نخبة البلاد من المثقفين والأكادميين والفنانين كل حسب إختصاصه و ومن مجاله

7-إلخ...

إن دعم العمل الجبهوي وإقامة التحالفات الموسعة وتوحيد البرامج السياسية ودعم العمل الجهوي والمحلي وتأطير وتنظيم التحركات الجماهيرية وتشجيع الكوادر العلمية الأكادمية والفكرية علي الإنخراط
في فاعاليات الثورة والإهتمام بالجانب الإعلامي والدعائي وتأطيره
ومأسسته وتوحيده وتطليق الحرفية ودعم الإحتراف في العمل الثوري
عبر الإستفادة من المختصين والكوادر لتغطية جوانبه المتعددة والمختلفة
كل هذا كفيل بإنجاح المسار الثوري وقهر قوي الردة وأعداء الثورة

فإلي الأمام لمزيد من الوحدة والتنظم والإحتراف ..إلي الأمام.. عاشت ثورة الحرية والكرامة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire