في البدء نريد أن نؤكد بأن القول المنسوب للسيد المسيح عليه السلام " أحبوا أعداءكم باركوا لاعينيكم " لا يمكن أن يكون صحيحا ، أي صحة نسبته للمسيح عليه السلام ، لأنه مخالف للفطرة . فالتاريخ النصراني على امتداده لم يشهد شيئا من ذلك القبيل ، لا سيما على المستوى الجمعي ، أي ما يدل عليه ذلك القول . بل أن التاريخ الدموي النصراني النصراني ينسفه من أساسه .
بيد أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " صل من قطعك ، واعط من حرمك ، واعفو عمن ظلمك " منطقي للغاية ، لأنه لا يدعو لمثالية غير منطقية . حتى عندما طلب الله من عباده المؤمنين النظر لمن بينه وبينهم عدواة كأنه ولي حميم ، يعني الفعل وليس الشعور بالضرورة ، لذلك قال في موضع آخر " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين " .
تصحيح المفاهيم : والقول بأن الذين يقتلون ويحاربون من النصارى ، هم نصارى سيئون يعني أنه لا يوجد نصارى جيدون في المطلق وعلى امتداد التاريخ ، لا سيما أفعالهم في أوربا ( الحروب الدينية بين البروتستانت والكاثوليك ، أو الكاثوليك والارثذوكس ) فضلا عن الحروب الصليبية ، وحروب القرون الثلاثة الأخيرة التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرين . ومنها الحربين العالميتين الاولى والثانية التي أشعلها النصارى واكتوى العالم بأسره بنارها .
والقرآن الكريم لا يدعو لقتل الكفار، بل المحاربين منهم في ساحات القتال فحسب . كما يستثني المسالمين وأهل الذمة . وهناك آيات لا يمكن الاستشهاد بها إلا في سياقها التاريخي . حيث لا يمكن اجتزاء آيات بعينها ، دون نظر في أسباب النزول ، ومعناها اللغوي ، وسياقها التاريخي ، وعلاقتها بالآيات التي تحدد العلاقات الداخلية والخارجية في الدولة الاسلامية ، ومنها العهود والمواثيق مع الشعوب والامم الأخرى . فلم يقتل الفاتحون المسلمون النصارى واليهود الذين كانوا رعايا في الدولة الاسلامية ، بل كان منهم وزراء وخبراء ومستشارين لحكام المسلمين . بل لم يأمن النصارى واليهود في أكثر من حقبة تاريخية على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ، إلا في ظل الحكم الاسلامي ، مثل مصر، والاندلس ، والبلقان ، فعندما دخل المسلمون مصر كان زعماء الاقباط في الجبال هربا من سيوف الرومان وعادوا إلى كنائسهم وديارهم آمنين في ظل الخلافة الاسلامية . والعهدة العمرية لنصارى القدس معلومة ومشهورة ، وعهد نامة الذي منحه محمد الفاتح لنصارى البلقان عند فتح البوسنة ، وهو عهد أمان يحفظ ممتلكاتهم ودياناتهم وكنائسهم ينسف من الأساس الاتهام الباطل الذي يزعمه أعداء الاسلام من أنه يدعو أتباعه لقتل الكفار . فلوا كان ذلك الفهم صحيحا ، لما بقي نصراني واحد في بلاد الشام ومصر وغيرها .
الحروب الصليبية : يتعرض العالم الاسلامي لحروب صليبية ، عسكرية ، واقتصادية ، وثقافية ، وسياسية . يترجمها واقع الاحتلال في فلسطين ، والعراق ، وأفغانستان ، ومناطق اسلامية واسعة في آسيا وافريقيا وأوربا وغيرها .وتفصح عنها عمليات الابتراز الاقتصادي ، والأتوات التي تدفعها الأنظمة المختلفة لدول أوروبية ، وأمريكا . واكتساح السلع الغربية لاسواق العالم الاسلامي ، ليس في إطار المنافسة ، وإنما الأفضلية ، وبأسعار يحددها الطرف الآخر . وفرض للانموذج الغربي في كل شئ تقريبا ، ما عدا أساليب الحكم ، لأنها تخدم الأجندة الغربية ، وتبقي الشعوب بعيدا عن صنع القرارات المصيرية للامة . وقد شمل الاحتلال الثقافي ، حتى ما يؤكل ويلبس ، فضلا عن مظاهر التفكير المتحلل من كل قيمة . وترجمة غسيلهم الفني بكل ما فيه من انحطاط . وفرض الأجندات السياسية الغربية ، التي تحدد ما هو المسموح به والممنوع في الجانب السياسي ، وصلت إلى الحرب العلنية ضد الاسلام على لسان رئيس وزراء بريطانيا توني بيلير " إن تحكيم الشريعة الاسلامية في العالم العربي ، وإقامة خلافة واحدة في بلاد المسلمين ، وإزالة نفوذ الغرب منها ، أمر غير مسموح به ، ولا يمكن احتماله البتة " .
جذورالكراهية النصرانية : الجرائم التي يقوم بها الغربيون بحق الاسلام والمسلمين لا تتعلق بفعل جنائي ارتكبه فرد مهوس ، وإنما بالجو العام ، وبالحوافز التي دفعته وغيره لارتكاب هكذا جرائم ، وهي سياسات بلده ووسائل اعلامه ، بل كنائسه التي تنفث سموم الكراهية ضد الاسلام والمسلمين ، وفي نفس الوقت تزعم أنها تتبع المسيح الذي يدعو إلى ( حب الأعداء ومباركة اللاعنين ) والحقيقة هي أن المسلمين في عمومهم أقرب إلى هذا المعنى ، من النصارى جميعهم على مختلف كنائسهم وأكليروسياتهم . مع اعتقادنا بأن المسيح لم ينطق به ، لأسباب سلف ذكرها .
ويمارس النصارى الكذب ، عندما يحاولون التنصل من العار الذي تطفح به صفحات ما يسمى بالعهد القديم ، فهم يؤمنون بذلك ، ولكنهم يقولون نحن نؤمن بالانجيل ، واطرحوا هذا على اليهود . وهي مخادعة مفضوحة لأنهم يؤمنون بالعهد القديم ايمانهم بالعهد الجديد ، وهما الكتاب المقدس عندهم . فماذا يقول كتابهم المقدس " ملعون من يمنع سيفه عن الدم " ( ارميا 48 : 10 ) ثم " اقتلوا الشيوخ والشبان والشابات والأطفال والنساء حتى الفناء " ( حزقيال 9 : 5 – 6 ) ثم " اقتل رجلا وامرأة ، طفلا ورضيعا ، بقرا وغنما ، جملا وحمارا " ( صمونيل الأول ) . أما القرآن فيأمر أتباعه على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم " انطلقوا باسم الله ، لا تقتلوا شيخا ، لا تقتلوا امرأة ، لا تقتلوا رضيعا ، لا تهدموا بناء ، لا تحرقوا شجرة ، لا تحرقوا نخلا واحسنوا " . إنه لا يمكن تفسير وفهم قتل الأطفال والنساء وكل كائن حي ، بل هدم المنازل على رؤس أصحابها إلا بالعودة لهذه النصوص التي يحاول النصارى عبثا إخفاءها باقوال منسوبة للسيد المسيح لم يبرهنوا في يوم من الأيام على صحتها من خلال الممارسة .
إن ما جرى في غزة وبيروت وما جرى في البوسنة والشيشان وأفغانستان ، وما تكشفه ما يسمى معسكرات ( يسوع ) في أميركا ، هي الترجمة الحقيقية للنصوص النصرانية ، في مجال اللاانسانية واللارحمة والانحطاط الحضاري . حيث تعطى المطارق والفؤوس للصغار لتحطيم الاكواب الفخارية الجميلة تحفيزا لهم على تكسير رؤوس مخالفيهم ( أعداء يسوع ) . ويزرعون الحقد بدل المحبة ، والبربرية بدل الانسانية . ويدفعون بذلك الأطفال إلى التشنج والعنف وكراهية الرحمة واللين . حتى قال أحد الأطفال الذين يدربونهم " عندما أرى طفلا غير مسيحي أشعر بالغثيان والاشمئزاز ولا أطيق الجلوس بجواره " . لذلك لا تستغربون ما قام قام ويقوم به الصليبيون في القديم والحديث من فضائع وحروب إبادة . ومن هنا نفهم لماذا كان الجندي الأمريكي والايطالي والالماني والدنماركي والايطالي والفرنسي وغيره يتلذذ وينتشي عندما يقتل المسلمين في العراق ، وأفغانسان ، وهو يحاكي ما يفعله الصهيوني في فلسطين . . لا أحد يتحدث عن معسرات يسوع القاتل في أمريكا ، التي تؤصل للعنف والارهاب والابادة . وماذا لوكان بعض خريجي هذه المعسكرات في عهدته حقيبة القنابل الذرية في أمريكا أو غيرها ؟!!!
إن ما يجري في واقعنا ، يعفينا من ذكر ما كان يجري في محاكم التفتيش ، في الاندلس ، في القرن الرابع والخامس عشر ، وما كان يجري في معسكرات الاعتقال النازية والفاشية في الحربين العالميتين الأولى والثانية . فضلا عما ارتكبته الصهيونية في فلسطين منذ وعد بلفور وحتى اليوم . بهذه النصوص يمكننا فهم ما كان يجري في غوانتانامو وابو غريب والعامرية وبيروت وغزة .
ابحثوا عن الثقافة : الثقافة التب بررت أساليب محاكم التفتيش التي عرفتها الأندلس عندما كان المسلمون يوضعون على كراسي من المسامير الحادة ، أو ما كانوا يسمونه ، كرسي الاعتراف والتعذيب ، وكانت تنظف تلك المسامير مما علق بها من لحوم الضحايا المسلمين الأبرياء الذين كانوا يرفضون التنصر بالقوة وبحد السيف . وكان التعذيب يشمل كل عضو وكل طرف في جسم المسلم من خلال الشد على الاسورة الجانبية التي تحاط بالذراع والالواح الغليظة التي تشبه الفولاذ . والتي منها ما صمم لتهشيم القفص الصدري والفخذين والساقين والعمود الفقري . وهناك صور توضح كيف كان يتم شد جسم المسلم حتى يتفسخ . وهناك عدة أساليب منها ، " تابوت السيدة الجميلة ، التي يلقي فيها الشباب المسلمون ليلاقو حتفهم مباشرة متأثرين بالسكاكين في داخله . إلى جانب الكي بالنار ، ونشر المسلم بالمناشير إلى نصفين ، كالذبيحة ، وعدة طرق لحرق المسلمين وهم أحياء . وتمشيط المسلمين بأمشاط الحديد الحادة ، وأساليب شيطانية في التعذيب . وينقل جلال العالم في كتيب " قادة العالم يقولون دمروا الاسلام أبيدو المسلمين " عن أحد الضباط الفرنسيين عندما دخلوا اسبانيا ودخلوا أماكن تعذيب المسلمين " هبطت درج السلم يتبعني سائر الضباط والجنود شاهرين سيوفهم ، حتى وصلنا إلى آخر الدرج ، فإذا نحن في غرفة كبيرة مرعبة في وسطها عمود من الرخام به حلقة وهي عندهم قاعة المحكمة وربطت بها سلاسل من أجل تقييد المحاكمين بها . وأمام العمود كانت المصطبة التي يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش والقضاة لمحاكمة الأبرياء . ثم توجهنا إلى غرفة التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية التي امتدت على مسافات كبيرة تحت الأرض ، رأيت فيها ما يستفز نفسي ، ويدعوني إلى القشعريرة والتقزز طوال حياتي . ويواصل رأينا غرفا صغيرة في حجم جسم الانسان فيبقى سجين الغرف العمودية واقفا على رجليه مدة سجنه حتى الموت . ويبقى سجين الغرف الأفقية ممدت بها حتى يموت . وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى ويتساقط اللحم عن العظم وتأكله الديدان . ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي . وقد عثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت في أغلالها . وكان السجناء رجلال ونساء ن تترواح أعمارهم ما بين الرابعة عشر والسبعين . ويصف المعتقلين الذي عثر عليهم قبل أن يفارقوا الحياة بالقول " كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من العذاب . ثم انتقلنا إلى غرف أخرى فراينا فيها ما تقشعر منه الأبدان ، عثرنا فيها على آلات رهيبة للتعذيب منها آلات لتكسير العظام ، وسحق الجسم ، كانوا يبدأون بسحق عظام الأرجل ، ثم عظام الصدر والرأس تدريجيا ، حتى يهشم الجسم كله ، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة والدماء الممزوجة باللحم المفروم ، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين . ثم عثرنا على صندوق في حجم رأس الانسان ، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقاط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام ، في كل دقيقة نقطة ، وقد جن الكثيرون من هذا اللون من العذاب ، ويبقى المعذب على حاله حتى الموت . وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة ، كانوا يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت ، ثم يطبقون بابه وخانجره ، فإذا أغلق مزق جسم المعذب المسكين ، وقطعه إربا إربا . ثم عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تنشد ليخرج معها ، ليقص قطعة قطعة ، وتتناثر لحومهم ، كان مشهدا يبكي الصخور .
شحن مستمر لزيادة العداء للاسلام : إن حقائق الاسلام الساطعة هي مبعث الخوف في الغرب ، وليس ما يتذرع به البعض . فتخليد الرسوم المسيئة في الدنمارك وتوريث الكراهية والحقد للأجيال القادمة ، مبعثها تلك الثقافة التي تدعو للقتل وإبادة كل شئ يتحرك ، وعدم الثقة في النفس ، فالرسوم المسيئة مثل ( معسكرات يسوع ) بل جزء منها ، وحلقة في مسلسل وسلسلة واحدة من الانحطاط والبهيمية . وقد نجح فابر في تحقيق أغراضه بمنع المآذن في سويسرا عبر استفتاء ، وهي صفحة جديدة من محاكم التفتيش ، وتطبيق لتلك العبارات من كتابهم المقدس ، وعار تاريخي آخر يتسربلون به .
لقد كان من أكبر الخطايا في تاريخ النصارى اعتبارهم التوراة المحرفة ، جزءا من الكتاب المقدس لديهم ، ولذلك نجد أكابر المهرطقين بحق الاسلام من أصول يهودية مثل جيرت فيلدز . وقد سعى جاهدا كما أثبتت الباحثة يزي فان ، في مقال نشرته " أمستردام الخضراء " في شهر سبتمبر الماضي . كما أشارت لتزوير فيلدز حيث صبغ شعره ليبدو أوروبيا أشقر بينما هو من أصول آسيوية ، أي من عائلة يهودية أندونيسية .
ونصوص تلك الثقافة التي ذكرنا بعض النماذج منها هي التي جعلت عمدة مدينة كلاركسفيل بولاية تينيسي الامريكية لمهاجمة طابع بريد ، مجرد طابع بريد عن الأعياد الاسلامية ، ويطالب بمقاطعته !
حقائق أغرب من الخيال : هناك وعلى بعد 70 كيلومتر من شرق العاصمة التشيكية ، أي مقاطعة بارغوي ، وتحديدا في مدينة سيدليك ، تلك المدينة التي " تتميز " بكنيسة أثرية غير طبيعية ، عمرها أكثر من ألف عام ، و" يتميز " ديكورها الذي لا يتكون من الخشب أوالجبس أوالحجر أو أي مواد طبيعية أو صناعية أخرى ، وإنما يتكون من عظام المسلمين .
وفي سنة 1318 م تم تجديدها بعظام جديدة تقدر ب 30 ألف جثة ، أحضرت لهذا الغرض ، كما تم تجديدها في سنة 1511 م بكمية عظام أخرى . وقام النحات في سنة 1870 م من دوق شوزنبرك ، بإعادة ديكور الكنيسة بعظام 40 ألف جثة لتكون " أكثر رونقا وجمالا " .
وهي الآن من أكثر الكنائس شهرة في العالم ، ليس لقدمها ، ولكن لزينتها بعظام المسلمين .
وهذا شاهد على الوحشية النصرانية ، وحب الأعداء الذي يتشدقون به في كل مناسبة . وهوما لم يلمسه منهم المسلمون لا في فلسطين ،ولا في العراق ، ولا في أفغانستان ، ولا في مصر ، ولا في الشام ، ولا في البوسنة ، ولا في الشيشان ، بل لم يلمسه منهم حتى غير المسلمين كفيتنام ، وقبل ذلك الهنود الحمر ، بل لم يلمسوه فيما بينهم ، وتاريخهم الدموي أكبر شاهد على ذلك .
وجهان لعملة واحدة : لنتذكر صور الأجنة التي اخترق الرصاص أجسادها في في فلسطين ، والبوسنة ، والشيشان ، والعراق ، وأفغانستان ، وكشمير وغيرها . لنتذكر المذابح الكبرى التي قاموا بها ، وأفران الغاز التي أعدموا فيها الملايين ، والقنابل الذرية وغيرها التي قتلوا بها ملايين البشر في العالم ، ولنربط بينها وبين القول والعمل الشنيع والجرائم القذرة التي اقترفوها في القديم والحديث ، بل اقرأوا كتب تاريخ أوربا لتعرفوا ما هي النصوص التي يؤمن بها النصارى ويطبقونها بحذافيرها ، ففي منطقة أحميتشي في البوسنة طبقت عبارة صموئيل الاول بحذافيرها ، وكذلك الأمر في سريبرينتسا ، وفي العديد من قرى أفغانستان ، وبلدات العراق ، ولبنان ، وليست غزة عنا ببعيد .
وقد سمعنا اعتراض الفاتيكان على الاستفتاء السويسري ، في نفاق واضح ، يبين أن ما يجري استراتيجية وليس حدثا يخص بلدا بعينه ، فهذه الجهة التي تدين ما يجري في مكان آخر تقوم هي ومن موقعها بجرائم أخرى . ففي 18 أكتوبر الماضي عارض الكاردينال أنجيلو بانياسكو رئيس المؤتمر الأسقفي الايطالي تعليم الدين الاسلامي الذي تقترحه الحكومة الايطالية وقال عن الاسلام " ليس جزءا من ثقافتنا " فالذي يرفض تدريس الاسلام لانه ليس جزءا من ثقافتهم ، يقع في تناقض عندما يزعم معارضته لمنع بناء المآذن في سويسرا ، بل أن تدريس الاسلام لابناء المسلمين أكثر أولوية من بناء المآذن ، لو نظرنا للامرين بعين الأولويات . وأضاف بانياسكو في مقابلة نشرتها صحيفة " لا كورييرا ديلا سيرا " الايطالية " تعليم الكاثوليكية مبرر لأنه جزء من تاريخنا ، وتعلم الديانة الكاثوليكية ضوروري للالمام بثقافتنا " وأشار إلى أن " الساعة الاسبوعية التي تقترحها الحكومة لتعليم الدين الاسلامي لا تبدو لي مبررة ومنطقية " وبالتأكيد تبدو له قضية منع المآذن كذلك ، ولكن الموقف السياسي يحتاج في نظرهم للكذب والتورية ووضع قناع ضاحك لاخفاء نزعة الوحشية في ثقافتهم .
وفي العدوان الذي شن على العراق سنة 2003 م استخدم وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد ، نصوص كتابه الذي يقدسه بما يشبه شعارات الحروب الصليبية ، وضمن تلك العبارات أغلفة مذكرات استخباراتية عسكرية شديدة السرية كان يعدها لتقدم للرئيس الأميركي السابق جورج بوش . وذلك وفقا لوكالة أنباء أمريكا ان أرابيك نقلا عن مجلة " جي كيو " الامريكية . ولا شك فإن العبارات المقتبسة من العهد القديم كانت ضمن ما سطره رامسفيلد على أغلفة تلك التقارير .
فك الارتباط أو اعلان التناقض : على النصارى التبرئ من العهد القديم الذي يؤمنون به ، أو اعلان التناقض ، بين ما يزعمون أنه الانجيل ، وما يزعمون أنه التوراة ، أو العهد القديم . لأن العهد القديم هو الذي جعل لهم مخالب وأنياب ، ويمنعهم من النزول من فوق الأشجار . وهو الذي جعلهم يصابون بالوسواس والشعور بالكراهية تجاه غير النصارى ، بل تجاه غير صاحب ديانتهم سواء كانت الكاثوليكية ، أو البروتستانية ، أو الارثذوكسية ، فهي ديانات أكثر منها مذاهب . وهذا الوسواس هو الذي دفع بعض الجهات في أمريكا لانتاج فيلم يحذر الدول الاوروبية من قيام دولة اسلامية على أراضيهم بحلول عام 2016 م . وهو ما جعل سياسي بلجيكي متطرف يدعى فيليب دي فينتر ، يدعو لاغلاق أبواب أوربا نهائيا في وجه المسلمين . وصدق أوهامه بأن " الاصوليين المتطرفين وضعوا مخططا محكما ... وهو تحويل أوربا إلى أرض اسلامية وتطبيق أحكام الشريعة فيها ، وعندها ستتحول تسميتها من أوربا إلى أورابيا " على حد زعمه . وضمن ذلك كتابا أسماه " أسلمة أوربا إن شاء الله " .
وقد عرفنا دينهم الحقيقي وثقافتهم البارزة ، والتي من خلالها يمكن فهم عمليات حرق المساجد والاعتداء عليها في اليونان ، وفرنسا ، وبلجيكا ، وألمانيا ، وأمريكا وغيرها . ومنع المسلمات من أداء الصلاة في بعض المدارس في أمريكا ، أو العمل في مؤسسات ومتاجر دول أوروبية أخرى . واعتقال المسلمين في اسبانيا ، وبريطانيا ، وايطاليا وغيرها ن بتهم الارهاب ، وحتى تمويل القاعدة ، كما حصل في اسبانيا في مايو الماضي .
وانتاج أفلام تحض المسلمات على ترك دينهن والارتباط بغير المسلمين ، وكل ذلك نتيجة الغيرة على إقبال الالمانيات والاوروبيات بل غير المسلمات على الارتباط بمسلمين إلى درجة تفوق الظاهرة . ولم تكتف بعض الجهات في الدنمارك بما سببته الرسوم المسيئة من خسائر لاقتصاد بلادهم ، حتى أطلق حزب الشعب اليميني حملة ضد بناء المساجد . كل ذلك في ظل احصائيات واستطلاعات تتحدث باستمرار عن أنه في غضون سنوات قليلة سيتحول العالم نحو الاسلام .
وهناك تقرير أوروبي يفيد بأن في هولندا " 50 في المائة من المواليد مسلمون ، وفي خلال 15 عاما سيصبح نصف سكان هولندا مسلمين . وفي روسيا يوجد 23 مليون مسلم ، أي ربع عدد السكان ، وسيصبح 40 في المائة من الجيش الروسي من المسلمين في غضون سنوات قليلة . وفي بلجيكا 25 في المائة من السكان مسلمون ، و50 في المائة من المواليد من المسلمين . وأعلنت حكومة بلجيكا أنه في عام 2025 م ستصبح ثلث أوربا مسلمة . وستكون ألمانيا دولة مسلمة في عام 2050 م . وهناك حاليا في أوربا 52 مليون مسلم والحكومة الألمانية أعلنت أن هذا العدد سيتضاعف خلال 20 عاما ليصبح 104 مليون مسلم في أوربا . وفي كندا أصبح الاسلام هو أكثر الأديان انتشارا ، وفي الولايات المتحدة كان يوجد عام 1970 م مائة ألف مسلم ، والآن يوجد 9 مليون مسلم . وأنه إذا حافظ المسلمون على معدل انتشارهم الحالي فإنه خلال فترة تترواح من 5 إلى 7 أعوام ستكون النسبة الغالبة من المسلمين على سطح الارض . وعلى الغرب القبول بالاسلام وانتشاره الطبيعي ، " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون " .
مصدر هذا المقال جريدة الفجرنيوز الالكترونية
http://www.alfajrnews.net/
وصلة هذا المثال هي:
http://www.alfajrnews.net/modules.php?name=News&file=article&sid=23866
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire