mardi 28 mai 2013

النهضة و الديكتاتورية .. وجهان لعملة واحدة ..

لا أخفيكم سرّا إن قلت أني من أكثر المعجبين ب"ذكاء" حركة النهضة التي أثبتت على مدى عامين أو أكثر قدرتها على تخطي الأزمات و إدارتها بحكمة و دهاء .. لنعدد معا: فلم بريسيبوليس و كيف تم توظيفه في حملتها الإنتخابية, 8 و 9 أفريل و ما لفّ لفّهما من 1 ماي و غيرهم من الأيام التي شهدت حضر التجول إلى الاعتصامات إلى 23 أكتوبر إنهاء الشرعية إلى فضيحة الشيراتون إلى مقتل شكري بلعيد إلخ إلخ إلخ ..... و لكن .. ما الثمن التي سيدفع الشعب فاتورته؟ للجراثيم حصانة تكتسب حين تضعف المناعة .. فما بالنا بالأحزاب و المنظمات؟ كل هذه الأحداث و غيرها طوّرت فكر إدارة الأزمات للتحول من وضع الدفاع إلى الهجوم .. و لتدخل الشعب التونسي في حقبة جديدة من الظلام تحت أسماء و مبرّرات أبدعوا في خلقها كمحاربة الإرهاب و إحترام القانون و هيبة الدولة . متحصنين بحالة الطوارئ التي كلّما شارفت على الإنتهاء زادو في تمديدها أكثر و أكثر .. ليس عملا بالقول "البقرة كي إطيح تكثر سكاكينها" و لكن المرض قد استفحل .. ماهي حركة النهضة ؟ هي عدّة مجموعات تتقارب في الفكر و تختلف في النظرة السياسية تجمعهم رمزيّة الشخص الواحد . هذا ما أجده مناسب كتعريف .. يتوه الناظر في تفاصيله .. مجموعاتهم تنقسم كأقاليم : إقليم الساحل و إقليم المهجرين بالخارج و إقليم المناضيل الذين عانو السجون و إقليم الرديكاليين و غيرهم الكثير الكثير .. لكل نظرتهم السياسية فالبعض متعاطف مع التجمع و آخرون يدعون إلى القطع مع الماضي و تفعيل قانون تحصين الثورة و آخرون تسمع لهم جعجة و لا يرى منهم طحين .. كقدر فوق النار يغلون .. همّهم الوحيد الإستفادة قبل الإفادة .. إن لم يستفد الشخص استفادة الحركة .. و إن لم تستفد الحركة إستفاد صديق في معناه الذي قد يتمدد إلى حدّ الدول و البنوك العالمية .. أتساءل أحيانا كيف تجرّء الشعب على انتخابهم و من أين سلّطت علينا لعنة العيش تحت عباءتهم .. لأتذكر في حين أنهم الخيار الأقرب إلى الصحيح .. و كيف لا يميز الشعب بين الحسن و الأحسن. وفي نفس الحين أضحك لأن جميع الأحزاب لا يوجد لهم تصنيف غير السيء والأسوء
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire