القدس - الأرض المقدسة - الأرض المباركة
كل المؤامرات تدور حول القدس و مبتغى جميع الملل هي الأرض المباركة أرض المحشر و المنشر.
و حيث أن الهدف الأوحد هو الأرض المقدسة، فمن الضروري جداً أن تعرف حقيقة هذا الصراع و فصوله و تاريخه.
سيدنا آدم عليه السلام هو أبو البشر و هو أول مخلوق من طين و ذريته خلفاء في الأرض.
مهمته
و بنيه أن ينشر الحق في الأرض كلها و يعمرها و يصلح فيها، يقول تعالى على
لسان صالح : "يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ
غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" صدق
الله العظيم
جاء
بعده سيدنا نوح حيث أمره الله بصنع سفينة لحمل كل الصالحين من أهل الأرض
في ذلك الوقت و بعد انتهاء الطوفان و استواء السفينة على الجودي جعل الله
ذرية نوح فقط هم الباقين قال تعالى:
{ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ } سورة الصافات77
فذرية نوح هم سام و حام و يافث و كنعان، و هذه الذرية منها كل أهل الأرض حتى يومنا هذا فكل الناس الذين نجوا من السفينة انقطعت ذريتهم إلا ذرية سيدنا نوح و أبناء نوح هم :
سام : أبو العرب وفارس والروم واليهود والنصارى.
حام : أبو السودان من المشرق الى المغرب , السند والهند والنوب والزنج والحبشة والقبط والبربر.
يافث : أبو الصقالبة والخزر ويأجوج ومأجوج والصين.
كنعان : هو الذي غرق و لم يركب مع نوح في السفينة.
في الصورة سفينة سيدنا نوح عليه السلام
سيدنا إبراهيم عليه السلام من آزر ولد سام أي أنه من نسل سام بن نوح وأبنائه إسماعيل و إسحق، فقد تزوج سيدنا إبراهيم بامرأتين:
الأولى السيدة سارة وأنجب منها سيدنا إسحق.
والثانية السيدة هاجر وأنجب منها سيدنا إسماعيل.
من سلالة سيدنا إسماعيل جاء العرب.
و من سلالة سيدنا إسحاق جاء سيدنا يعقوب
و الملقب بإسرائيل و سيدنا يعقوب كان له 12 ابناً هم سيدنا يوسف و إخوته و
هم بني إسرائيل منهم انحدرت كل سلالة بني إسرائيل أي بني يعقوب نسبة
لسيدنا يعقوب عليه السلام.
"ملحوظة" إسرائيل معناها بالعربية : عبد الله.
عاشت بني إسرائيل في مصر بعد أن ذهب يوسف إلى مصر في ذلك الوقت ثم أتى الله بسيدنا يعقوب و باقي أخوة يوسف إلى مصر.
و من إخوة يوسف يهوذا منه انحدر سيدنا داوود ثم ابنه سيدنا سليمان و جاء منهم زكريا و يحيى و عيسى عليهم السلام.
أبناء سيدنا يعقوب هم أسباط بني إسرائيل الاثنى عشر و هم سيدنا يوسف و إخوته.
و
كانوا جميعاً مسلمين موحدين يقول الله تعالى : "أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء
إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن
بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ
مُسْلِمُونَ(133)" صدق الله العظيم.
سيدنا
موسى جاء بعد ذلك من آل عمران من نسل بني إسرائيل و كانت آل عمران هي
العائلة الوحيدة الثابتة على دين يعقوب و هو توحيد الله الواحد القهار
ففسدت كل بني إسرائيل و بدلوا الدين و حرفوه إلا آل عمران.
شجرة الأنبياء:
أغلب الرسل و منهم داوود و سليمان و موسى و عيسى أُرسلوا إلى بني إسرائيل بعد أن حرفوا دين يعقوب و فسدوا.
و
كان لسيدنا داوود ملكاً عظيماً و كذلك كان لسيدنا سليمان و حكم سيدنا
سليمان بني إسرائيل من القدس "الأرض المقدسة" و لم يكن هيكل بل هو مسجد و
هو ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام فالمسجد عمره آلاف السنين فقد
بناه سيدنا آدم من قبل يعقوب و ذريته بآلاف السنين فهو مسجد لتوحيد الله
الواحد و هو ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام.
يقول
النبيّ صلى الله عليه وسلم عَنْ اَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ
اللَّهِ اَىُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الاَرْضِ اَوَّلُ؟ قَالَ: "الْمَسْجِد
ُالْحَرَامُ". قُلْتُ ثُمَّ اَىٌّ؟ قَالَ: "الْمَسْجِدُ الاَقْصَى". قُلْتُ
كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: "اَرْبَعُونَ سَنَةً .." (متفق عليه..)
بُعث
سيدنا موسى -عليه السلام- إلى بني اسرائيل في مصر ، خلال نهاية حكم فرعون،
وكان فرعون يضطهد بني اسرائيل فقد كان جباراً و ادعى الألوهية.
كانت دعوة موسى تشتمل إخراج بني إسرائيل من مصر إلى الأرض المباركة : القدس.
قال
تعالى على لسان موسى عليه السلام: " يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ
الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ
أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ"
قالت
بني إسرائيل : "قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ
وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا
مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ " ( المائدة : 22)
رغم
الآيات المُعجزات العظيمة التي أجراها الله على مرأى بني اسرائيل، من
انشقاق البحر وإهلاك عدوهم و إغراق فرعون و رغم ما شهدوا من إعطائهم شريعة
الألواح، والمنّ والسلوى، وتخويفهم بنتق الجبل فوقه، و إماتتهم وإحيائهم من
جديد، ورغم ما لاقوه من عنت وعذاب في سبيل الرحمة من اضطهاد فرعون والنجاة
بأنفسهم إلى أرض كتبها الله لهم، وأراد أن يمكِّن لهم فيها، إلا أن موقفهم
كان برفض دخول الارض المقدسة خشية من القوم الجبَّارين، وعدم رغبة منهم في
القتال، فقالوا لموسى عليه السلام: إذهب أنتَ وربك فقاتلا، إنا هاهنا
قاعدون.
فجازاهم الله بالتيه في الأرض وتحريم الارض المقدسة عليهم أربعين سنة جزاء تخاذلهم عن القتال لتحريره و تطاولهم على الله.
بعد ذلك ظهر ملك قوي يقال له (جالوت) من العمالقة الذي حكم الأرض المقدسة ( فلسطين) وكان مقرّه في القدس.
فبعث
الله في بني إسرائيل سيدنا داوود من نسل يعقوب الذي حارب العمالقة و قتل
جالوت، ممهداً بذلك لأول دخول يهودي في التاريخ إلى مدينة القدس.
ويدوم
حكم بني اسرائيل للقدس سبعون عاماً أو ثمانون، تداولها النبي سليمان من
بعد داوود –عليهما السلام- ، حدث خلالها ما ذكره النبي محمد –صلى الله عليه
وسلم- من تجديد سليمان لبناء المسجد الأقصى المبارك الذي بناه سيدنا آدم
بعد بناء المسجد الحرام.
و عاش اليهود عصرهم الذهبي في عهد سيدنا داوود و بعده سيدنا سليمان.
و
بعد أن مكن الله لهم عاد بني إسرائيل للفساد و الضلال و كان من المخازي
التي ارتكبها الكفارُ من بني إسرائيل أنَّهم في عهد سيدنا سليمان عليه
السلام تركوا الزَّبور كتابَ الله واتَّبعوا ما ألقَت إليهم الشياطين من
كُتب السّحر.
و
قالوا أن سيدنا سليمان كان ساحراً و حاشاه فقد كان نبياً مؤمناً مسلماً
أخذ سيدنا سليمان كتب السحر و وضعها تحت كرسي عرشه حتى لا يعمل بها أحد
فلما توفي أخرج الجن تلك الكتب و عملت بها بني إسرائيل حتى يومنا هذا.
لذلك هم يعملون بالسحر ظناً منهم أن ذلك سيعيد لهم ملك سليمان العصر الذهبي لليهود و هذا كذب و افتراء على نبي الله سليمان.
و قصة السحر و بني إسرائيل و سيدنا سليمان مذكورة في القرآن الكريم و تفسيرها :
بعد
ذلك أرسل الله على بني إسرائيل قوماً أشداء هم البابليين بقيادة نبوخذ نصر
ليحتلوا الأرض المباركة و تصبح مدينة القدس تحت حكم البابليين الذين نفوا
اليهود خارج المدينة، واتخذوهم سبايا نحو بابل، ودمّروا المسجد الاقصى الذي
أعاد سليمان تجديده تدميراً كاملاً.
ثم
ما لبثت دولة فارس أن غزت دولة البابليين، وبسطت سيطرتها على مملكتها ومن
بينها مدينة القدس، وسمح الملك (قورش) الفارسي لليهود الموجودين في بابل
بالعودة إلى القدس إن شاؤوا، فرجعت أعداد قليلة منهم وفقاً للمصادر
التوراتية، أما الغالبية العظمى فلم تهاجر، لأنها فضلت البقاء في بابل
عاصمة الرخاء الاقتصادي والثروات في ذلك الزمان، تاركين مدينتهم المقدسة
وراء أطماع المال.
بقيت
القدس تحت الحكم الفارسي حتى منتصف القرن الثالث قبل الميلاد ، حين استطاع
الاسكندر المقدوني انتزاع المدينة المقدسة من الفرس مع أجزاءٍ واسعة من
مصر والشام، فبسط اليونان نفوذهم على مدينة القدس بعد ان اجتاحوها بجيوشهم
ودمّروا أجزاءً كبيرة منها.
وفي
منتصف القرن الأول قبل الميلاد، بدأت دولة الرومان في التحرك وتكثيف
حملاتها الهادفة لتوسيع مملكة الروم، فبدأوا بالاستيلاء على ممالِك الاغريق
مملكة تلو الأخرى، وفي العام 63 ق.م استطاعوا الاستيلاء على منطقة سورية
وفلسطين، فأصبحت القدس خاضعة للدولة الرومانية.
تحت
الحكم اليوناني، كان اليهود قد وصلوا إلى مرحلة شديدة من الانحراف عن
الدين، وازداد الأمر سوءاً مع مرور السنين، حتى وصل الأمر بهم إلى الحضيض،
وظهر في ذلك الوقت بيتٌ يهودي فريد، من البيوت القليلة التي ما زالت تعرف
الدين الحقّ وتعمل به، كان هذا بيت ( آل عمران ) الذين اصطفاهم الله عز
وجل، وجعل من نسلهم مريم –عليها السلام- وجعل من نسلها الطاهر النبي عيسى
وابنَ خالته النبي يحيى –عليهما السلام-.
بعد
ذلك اجتمع لبني اسرائيل ثلاثة أنبياء دفعة واحدة، هم زكريا وعيسى ويحيى
–عليهم السلام-، ليؤشر لنا ذلك عن مدى الانحراف الديني والانحطاط الإنساني
الذي آل إليه بنو إسرائيل في تلك الحقبة، فسيدنا عيسى هو مبعوث لبني
إسرائيل.
لكنّ
اليهود لم يقتنصوا فرصتهم الأخيرة، بل أمعنوا في الافساد والاستكبار،
فقتلوا زكريا ويحيى، وتآمروا مع (بطليموس) قائد الرومان وحرّضوه من أجل قتل
المسيح عيسى عليه السلام وصلبه، لولا أن نجّاه الله منهم و رفعه إليه، ولم
يرحموا من تبقى من أتباع المسيح (النصارى أي الذين نصروا عيسى بن مريم من
اليهود) فقتّلوهم وشرّدوهم خارج البلاد.
فحاصر
القائد (تيطس) الروماني مدينة القدس، ثم سقطت في يد جيشه ليستبيح بيوتها
ويدمّر جميع معالمها بما في ذلك المسجد الأقصى، حتى قيل إنه لم يترك في
المدينة حجراً على حجر، وأجلى الرومانُ من بقي حياً من اليهود وأبعدوهم عن
مدينة القدس مسافاتِ قرىً وجبالٍ شاسعة، وبقيَت القدس مدينة خراباً فارغة
حتى العام 135 للميلاد.
و
كانت مهمة سيدنا عيسى المسيح هي أن يعيد بني إسرائيل إلى الأرض المقدسة و
لكنهم رفضوا الإيمان برسالته و رفضوا تصديق رسالته بل و افتروا على العذراء
مريم و عليه و تآمروا لقتله لولا أن رفعه الله إليه و نجاه منهم حتى يشاء
الله له النزول الآخر.
كان سيدنا عيسى هو آخر نبي مبعوث لليهود و جاء
بعده نبي الله محمد من نسل إسماعيل من العرب و الذي أرسله الله للناس كافة
ليس لبني إسرائيل فقط و سأل اليهود النبي محمد عن ثلاثة أشياء و أجابهم
عليها سألوه عن ذو القرنين و يأجوج و مأجوج و الروح فجاءت الإجابات في
القرآن الكريم و تبين لهم أنه نبي كما أنه كان يصوم صومهم و يصلي جهة
المسجد الأقصى و مع ذلك كفروا به برغم يقينهم أنه نبي و ذلك لأنه عربي من
نسل إسماعيل ليس من نسل يعقوب فأبوا أن يؤمنوا به استكباراً، رغم أن كلا
إسماعيل و إسحاق من ولد إبراهيم عليه السلام و كلا العرب و اليهود من الجنس
السامي أي من ولد سام بن نوح.
بعد
ذلك حدثت رحلة الإسراء و المعراج و أسري بنبي الإسلام من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى و في تلك الليلة العظيمة صلى رسول الله بالأنبياء و
المرسلين جميعاً في المسجد الأقصى و كان لهم جميعاً إماماً.
و
هذه إشارة إلى أن كل الأنبياء يتبعون هذا النبي سيد الخلق أجمعين و أن
رسالتهم جميعاً واحدة و هي الإسلام و أن ربهم جميعاً واحد و هو الله و أنه
لزاماً على جميع الملل أن تتبع هذا النبي الذي صلى خلفه جميع الأنبياء، و
أن القدس يرثها هذا النبي و أمته من الصالحين.
فغضب
الله على اليهود كأمة إلى الأبد و تم تحويل القبلة إلى المسجد الحرام و
أصبحت أمة محمد هي خير أمة أخرجت للناس و بذلك لم يعد اليهود هم الشعب
المختار فقد كذبوا بكل الأنبياء و قتلوهم و عاثوا في الأرض فساداً و
استكباراً و قتلوا الأنبياء و كذبوا بمحمد و طمعوا في المال و السلطة و
الحياة الدنيا و زينتها.
و
من آمن بسيدنا داوود منهم آمن بالإله الواحد فكل الأنبياء دينهم الإسلام و
بعثوا لتكون رسالتهم لا إله إلا الله و لكن الاختلاف فقط في الكتب فهناك
الزبور و التوراة و الإنجيل و القرآن اختلفت الشرائع باختلاف العصور و
الأقوام و لكن مبادئ الرسالات جميعا واحدة فلا يوجد في كتاب مثلا ان الزنا
حلال و في كتاب آخر ان الزنا حرام بل الاصول كلها واحدة و لكن الفروق في
تشريع بعض الامور الدنيوية مثل الحدود و لكن في كل الرسالات السرقة حرام و
في كل الرسالات الله واحد الاختلاف يكون في حكم السارق و حكم القاتل و
الزاني مثلاً و هكذا و رسالة النبي محمد هي الرسالة الخاتمة الشاملة و هي
الوحيدة التي أرسلت للناس كافة فهي للاقوام جميعا صالحة لكل زمان و مكان.
و
لكن جميع الكتب السماوية تم تحريفها و تغيير ما فيها على مر الزمان إلا
القرآن فقد تعهد الله بحفظه وهو مماثل للنسخة في اللوح المحفوظ كما أُنزل
على سيدنا محمد من جبريل عليه السلام.
توفي
رسول الله قبل أن يفتح القدس و فتحها سيدنا عمر بن الخطاب و طهرها من دنس
الرومان و دخلها سلماً بعد حصار فصالحه نصارى أهل إيلياء و كتب لهم العهدة
العمرية ألا تمس كنائسهم و أن يكون لهم كامل الحقوق و الواجبات و أن
يمارسوا شعائرهم على أن يدفعوا الجزية للمسلمينو بقيت القدس تحت حكم
المسلمين عباد الله الصالحين حتى حروب التتار فصدهم سيف الدين قطز من مصر
و ذلك في الخامس و العشرين من رمضان عام 658 هجرية، و من جديد عادت الحروب
الصليبية على القدس في أواخر القرن الحادي العشر حتى حررها و طهرها صلاح
الدين الأيوبي بجيش من مصر و انضم له بعض العرب و الأكراد، ثم تم احتلالها
من جديد في القرن التاسع عشر في غفلة و ثورات و ضعف من المسلمين و عمالة و
فصول تآمر طويلة و لازالت القدس محتلة من اليهود حتى يومنا هذا.
فتم
تحريف الإنجيل الذي أُنزل على عيسى بن مريم و صار المسيحيون في هذا الزمان
يؤمنون بضرورة عودة اليهود للأرض المقدسة و استعادة بناء الهيكل حتى ينزل
مخلصهم المسيح من جديد و يقضى على اليهود و المسلمين و يسود النصارى
العالم.
و
تم تحريف صحف موسى فصار اليهود يؤمنون في التوراة بظهور نبي آخر الزمان
المنتظر لديهم (و هو في الحقيقة سيدنا عيسى الذي رفضوا الإيمان به من قبل) و
الذي يعيد اليهود للأرض المباركة و يحكم العالم من القدس بعد إعادة بناء
الهيكل المزعوم و يقتل اليهود النصارى و المسلمين و يسود اليهود العالم و
لا تكون هناك حياة آخرة و لا موت و يعيشوا في سعادة أبدية على الأرض
فاليهود لا يؤمنون بالحياة الآخرة، و التوراة المحرفة ليس فيها ذكر للحياة
الآخرة و لا الجنة و لا النار و لا الحساب و لا العقاب.
رفض
اليهود الإيمان بسيدنا عيسى و هو النبي الذي سيعيد عباد الله الصالحين إلى
الأرض المقدسة كما مذكور في التوراة، و رفضوا من بعده الإيمان بسيدنا محمد
خاتم النبيين.
و
بالتالي هم لازالوا في انتظار نبي آخر الزمان في زعمهم الذي سيعيد لهم
العصر الذهبي و هو المسيح الدجال كما هو مذكور لدينا في القرآن الكريم و
أحاديث النبي المصطفى.
و
الذي لُقب بالمسيح لأنه سينتحل مهمة و شخص سيدنا عيسى و يعيد لليهود العصر
الذهبي في الأرض المقدسة و لكنه ليس نبي و ليس المسيح الحقيقي و سيخدعهم و
سينزل سيدنا عيسى يوماً ليقتل المسيح الدجال و يقتل سيدنا عيسى و المسلمون
معه كل اليهود الذين عاثوا في الأرض فساداً.
و يتحقق قول الله تعالى : "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون"
نعم
اليهود مكثوا في مصر و كان مقدر لهم أن تكون الأرض المقدسة لهم و لكنهم
قتلوا الأنبياء و رفضوا طاعة الله و استخدموا كتب السحر فغضب الله عليهم
كأُمة و أخرجهم من رحمته و من المنزلة التي وضعهم بها و لم يعد من حقهم أي
شئ بعد رحلة الإسراء و المعراج و إمامة النبي بجميع الأنبياء و تحويل
القبلة و ما يفعلونه الآن هو اغتصاباً للأقصى و تنجيساً له.
حيث أن الأرض المقدسة سيرثها أمة محمد العباد الصالحون خير أمة أخرجت للناس.
فشرط وراثة الأرض هو الصلاح و هو مذكور في زبور سيدنا داوود و يؤكد ذلك ما جاء في القرآن الكريم.
و
حتى أن اليهود أمة ملعونة على لسان سيدنا داوود نفسه و على لسان سيدنا
عيسى، قال تعالى: "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ
عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا
وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ"
و
بهذا يتبين لنا كيف أن القدس قضية محورية في جميع الأديان و هي أرض مباركة
هبة يمنحها الله للصالحين من عباده و لاحظ أن جميع الملل يريدون سيادة
العالم من القدس للسيطرة على العالم و سيادته بالبطش و القوة إلا المسلمين
فهم لا يريدوها طمعاً في الدنيا و إنما يريدون تطهير أرض الله و إصلاح
الأرض و نشر الحق و العدل ليس طمعاً في الدنيا و إنما تعميراً للأرض و
تنفيذاً لشرع الله بزهد في متاع الدنيا الزائلة و هؤلاء هم الصالحون المقدر
لهم وراثة الأرض المقدسة، و لذلك يحاول اليهود دوماً إفساد الناس و نشر
الإلحاد و الزنا و الشذوذ و السباب و القبائح و الأخلاق القبيحة لأنه إذا
فسدت أمة محمد فقد انتفى شرط وراثة الأرض المباركة.
و بعودة اليهود الأخيرة لفلسطين فقد اقتربت فصول الصراع من النهاية.
فقد
عاد اليهود بالفعل للقدس مرة أخرى بعد وعد بلفور عام 1916 و هم يعيثون
فيها فساداً و هم في علوهم الأخير الذي سيزيد حتى يظهر المسيح الدجال و لعل
القادم هو علو مأساوي لبني اسرائيل على جميع الأمم فهو عصر فتن و امتحان و
تمحيص و ابتلاء للمؤمنين و تنقية للعباد الصالحين الذين سيثبتون على الحق و
يتبعون منهج النبي محمد و سيجعلهم الله جنداً من جنوده يفتح بهم الأرض
المباركة و تتطهر من جديد.
?t=37
و
ما هو كائن الآن في زماننا فهو وعد الآخرة الذي وعده الله لبني إسرائيل
قال تعالى : "فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً" أي جاء الله بهم إلى
الأرض المباركة و هو ما حدث منذ وعد بلفور حتى يكون فيها تجمعهم الأخير
لتتم نهايتهم فيها جميعاً و لينطقن الحجر و الشجر يا مسلم هذا يهودي خلفي
فتعالى فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود و هم يزرعونه في القدس بكثرة
فهم يعلمون أن وعد الله حق و لكنهم كفروا و استكبروا و آثروا الحياة
الدنيا.
لا
يوجد في الأحاديث أو القرآن الكريم ما يمنع هدم المسجد الأقصى مرة أخرى
فالله أعلم بمصير الأقصى و لكنهم يعملون بكد على إعادة هدمه و بناء الهيكل
المزعوم و المسلمين في غفلة شديدة .. و الراجح أن القدس لا يهدم و أنه تبقى
فيه فئة مرابطة منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله و هم ثابتين
على الحق كما جاء في الحديث الشريف و الله أعلم لكن الأكيد أن في النهاية
الأرض يرثها عباد الله الصالحون فقط.
المصدر و المزيد تابع الرابط:
http://www.aljamaa.info/vb/showthread.php708